أشهر حالات زواج وعلاقات القربى في التاريخ

زواج القربى (هو أن يقوم شخص بالزواج من شخص آخر من نفس عائلته)، لا شك أنه عملُ غير محبذ اجتماعياً ويراه أغلبنا كشيء مناف للأخلاق، لكنه كان جزءا من التاريخ البشري ووسيلة هامة لتحقيق المصالح خاصة عند العائلات المالكة.

سنتناول في هذا المقال أحد أكثر الأشياء المحرمة عند أغلب المجتمعات البشرية، زواج القربى من عصور ما قبل الميلاد حتى القرن العشرين.



– تشارلز داروين:

تشارلز داروين وابنة عمه إيما ويدجوود داروين

يعتبر داروين أب التطور وهو مؤلف كتاب أصل الأنواع، كان داروين متزوجاً من ابنة عمه إيما ويدجوود داروين، وأنجبوا عشرة أطفال لكن ثلاثة منهم توفوا في سن مبكرة، أما السبعة البقية فكان ثلاثة منهم يعانون من العقم، وكان داروين يسجل بدقة حالته وحالة عالته الصحية ويقوم بدراستها واكتشف عندها مضار زواج الأقرباء، واكتشف أن أمراض أولاده هي نتيجة لزواجه بابنة عمه إيما.

ملاحظة: الزواج بابن/ة العم/ة أو الخال/ة يعتبر أيضاً من زواج القربى الذي ينظر له بأنه شيء غير محبذ وغير مقبول عند بعض المجتمعات، وله أيضاً أضرار صحية كبيرة على الأجيال القادمة.

– الفرعون توت عنخ آمون:

تصميم محاكي تقريبي لجسم الفرعون توت عنخ آمون

عندما تم اكتشاف مقبرة توت في مصر عام 1922، قام الباحثون بصب اهتمامهم في دراسة مومياء ذاك الفرعون الذي اعتبر موته لغزاً محيراً حينها، حيث كان الاعتقاد الرائج أنه مات في حادث عربة مأساوي، لكن الأبحاث العلمية قالت عكس ذلك حيث قاموا بدراسة موميائه بدقة ووضعوا صورة دقيقة متخيلة لجسمه.



كان توت يملك وركين واسعين وكان لديه عضة تراكبية واضحة، وبتحليل الحمض النووي تم الاكتشاف أن توت نتاج لأحد زواج القربى الذي سبب له مرض صرع الفص الصدغي، فقد كان أمراً شائعاً عند العائلات الملكية أن يتزوج الأقرباء بعضهم حفاظا على نقاوة السلالة الحاكمة، وكان توت عنخ آمون نفسه متزوج بأخته غير الشقيقة عنخ إسن آمون.

– سلالة هايزنبورغ:

الملك تشارلز الثاني

كانت تلك السلالة هي العائلة الحاكمة في أوروبا لقرون عديدة، تلك العائلة الضخمة اتخذت من زواج القربى سلاحاً لزيادة سلطتها وقوتها والحفاظ على عرشها، لكن الأمر كان له نتائج مرعبة عبر الأجيال.



ففي نهاية الأمر انهارت تلك السلالة في فترة 1700 عندما توفي الملك تشارلز الثاني ولم يكن لديه وريث شرعي له، وذلك لأن ذاك الجيل من العائلة عانى من العقم بسبب زواج الأقارب، كما أن الكثير من أفرادها عانوا من تشوهات خلقية وأمراض وراثية أخرى.

راجع شجرة العائلة:

– الأميرة ناهيناينا (هاواي):

ولدت عام 1815، وحصلت على السلطة في أبرز الفترات الانتقالية التي كان يزداد فيها عدد المبشرين المسيحيين في هاواي، حيث بقي قادتها مخلصين لمعتقداتهم الأساسية.

وبسبب الحرب وتضارب المصالح بين المسيحيين وأمراء هاواي اضطرت الأميرة أن تتزوج من شقيقها عام 1834، لكن عندها أصبحت الأميرة منبوذة وأجبرت على الزواج بشخص آخر.

– باربارا دالي بايكلاند:

باربارا دالي بايكلاند وابنها

شخصية اجتماعية أمريكية ثرية، ولدت عام 1922، وكانت عارضة حيث نشرت صورها في مجلتي فوغ وهاربرز بازار، بالرغم من أن صورها كانت تعكس جمالها وكمالها، إلا أن باربارا كانت تعاني من اضطراب عقلي.

عاشت هي وزوجها حياة مليئة بالترف والغنى، لكن زوجها تعب من شخصيتها غير المستقرة وانتهى فيهما المطاف بالطلاق وأخذت باربارا ابنها أنتوني ليسكن معها.



عانى أنتوني كأمه من بعض الأمراض النفسية والعقلية من بينها الفصام، عندما كان عمره 20 عاماً، كان في علاقة مثلية مع شاب آخر يدعى جيك كوبر وعندما سمعت والدته بذلك استأجرت نساء وأجبرت ابنها على أن يمارس الجنس معهن في محاولة ”لإصلاحه“، وعندما فشلت محاولاتها كانت باربارا تجعل ابنها يمارس الجنس معها في محاولة يائسة أخرى ”لعلاجه“.

انتهت تلك العلاجات في 17 تشرين الثاني عام 1972 عندما قام أنتوني بقتل أمه بسكين، وعندما خرج من السجن طعن جدته أيضاً وقتلها.

– جون وماكنزي فيليبس:

جون وماكنزي فيليبس

من أشهر الفنانين في موسيقى الروك الشعبي في فترة الستينات من القرن الماضي. حيث كان جون فيليبس قائد الفرقة المشهورة Mamas & The Papas.

وعندما توفي في عام 2009، قامت ابنته ماكينزي بالتصريح عن أنها كانت تربطها علاقة جنسية مع أبيها التي بدأت عندما كان عمرها 19 عاماً، وقامت بروي تفاصيلها للصحافة.



خطر الإصابة بالأمراض نتيجة زواج القربى والعلاقات الجنسية بينهم لا يقتصر فقط على الآباء والأخوة بل أيضاً على العائلة ككل من أبناء عم وخال، تلك العادات التي يجب أن ننشر الوعي اتجاهها لأن خطرها كبير على الأجيال القادمة.