منعت اليوم الأحد قوّات الأمن بصفاقس عشرات المواطنين ذكورا وإناثا من التنقّل لجزيرة قرقنة
فخامته.. الرئيس قيس سعيّد.. يقول بأنّه لا يخشى إلاّ الله والشعب.. في معنى واضح بأنّه لا يخشى مواقف وردود أفعال الدول الأجنبيّة التي تنصحه أو تنقده.. وتطلب العودة الى المسار الديمقراطي.. وتجنّب الانقلاب على الدستور..
لكنّ نفس هذا الرئيس وصل به الأمر إلى منع تنقّل مواطنين تونسيّين داخل وطنهم.. فقط إرضاء لايطاليا والاتحاد الأوروبّي.. وخوفا من ردّة فعلهم في ما يخصّ تفاقم ظاهرة الهجرة السريّة "الحرقة" إلى إيطاليا..!!
You might like this:
خبير اقتصادي عالمي يحدد العملة الأكثر ربحاً
بعد أن وقعت معظم الدول النامية في الفخ الأمريكي المتمثل في ربط النفط بالدولار تمكن الأخير من الهيمنة على مجريات الأحداث الدائرة في العالم. |
فقد منعت اليوم الأحد قوّات الأمن بصفاقس عشرات المواطنين ذكورا وإناثا من التنقّل لجزيرة قرقنة.. وأنزلتهم من مركب العبور "اللّود".. بعمليّة فرز تعتمد معايير تمييزيّة مثل السنّ ومنطقة الإقامة والحالة الماديّة.. فقط لكون بعض مراكب "الحرقة" تنطلق إلى جزيرة "لمبدوزا" من جزيرة قرقنة..!!
يعني لا يكفي منع سفر عشرات آلاف التونسيّين من الحدود البريّة والبحريّة والجويّة بتعلّة الإجراءات الاستثنائيّة ومحاربة الفساد.. اليوم جاء الدور على منع تنقّل المواطنين حتّى داخل بلادهم بتعلّة مكافحة "الحرقة"..!!
وفي كلّ يوم ستتوسّع دائرة الممنوعات والقيود غير القانونيّة ولا الدستوريّة بمبرّرات مزعومة عن مقاومة أمر ما..!!
قبل حوالي السنة.. وعلى إثر ضغط من حكومة إيطاليا وزيارة وزيرة الداخليّة الايطاليّة لتونس ومقابلتها رئيس الجمهوريّة.. وإثارتها مشكلة تفاقم حركة الهجرة غير الشرعيّة.. سبق للرئيس قيس سعيّد أن هرع جاريا.. هو شخصيّا.. ليزور فرق الحرس البحري المختصّة في مقاومة "الحرقة" بولاية صفاقس والمهديّة.. ويحثّهم بنفسه على بذل مزيد الجهد لمنع اجتياز الحدود.. وكأنّه حارس حدود إيطاليا وليس حارس حدود تونس..!!!
ثمّ ترى قيس سعيّد يقول في خطبه الحماسيّة الرنّانة بأنّه لا يخشى أيّ قوّة أو دولة.. وجمهور المريدين المتخمّرين يصفّق ويهتف..!!!
You might like this:
اسرار الحرب الباردة...
مؤتمر ميونخ 29 سبتمبر 1938، في هذا التاريخ عقد هتلر أول خطوة سياسية ليمهد للحرب، لم يكن هذا التاريخ لإظهار قوة ألمانيا فقط، وإنما أظهر الدول العظمى انذاك في موقف الضعفاء حيث انصاعت هاته الدول لمطالب هتلر وألمانيا رغم عدم شرعيتها بكل سهولة، ومن هناك اخذت قوة فرنسا وبريطانيا بالسقوط والتراجع ، فما إن وضعت الحرب أوزراها حتى خرجت للساحة السياسية للعالم تماما ليرثها الاتحاد السوفياتي والو م أ، ولكن هذه القوى العالمية الجديد ليست كسابقيها متحالفة بل أخذت مدأ الصراع والحرب االايديلوجية، هذا ما يطلق عليه سياسيا بالحرب الباردة،هذا ما يجرنا لطرح عدة تساؤلات حول هته الحرب نلخصها في الاشكالية التالية: |
الحقيقة أنّ رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد يريد أن يُظهِر نفسه للأوروبيّين في مظهر الرئيس القويّ المسيطر الذي يحمي مصالحهم في تونس.. ويعمل على أن لا يسبّب لهم إزعاجا.. حتّى يفوز بإعجابهم وبرضائهم السامي ويتجنّب غضبهم وردّة فعلهم.. حتّى ولو كان ذلك بانتهاك حقوق الشعب التونسي في حرية التنقّل داخل بلادهم.. وفي ممارسة حياتهم بالطريقة التي يرونها مناسبة.. ولو بحرمانهم غصبا وتعسّفا من يوم ترفيه واستجمام وجولة بحريّة في جزيرة جميلة تتبع الجمهوريّة التونسيّة لا دولة إيطاليا..!!!
هل أصبح المواطن التونسي في العهد السعيد لقيس سعيّد يحتاج تأشيرة وشهادة حسن سيرة وسلوك ودفع ضمان مالي مثلا.. ليتنقّل داخل بلاده.. ويزور جزرها للتجوّل والترفيه والاستجمام..؟؟!!