سقوط الدولة الفاطمية

سقوط الدولة الفاطمية

اختلفت المصادر التاريخية في أصل ونسب الفاطميون، يقول الفاطميون عن نفسهم أنهم من سلالة إسماعيل بن جعفر الصادق الذي ينسب إلى الفاطمة الزهراء ابنة رسول الله ﷺ.

لكن العباسيين قدموا أدلة على زيف هذا، وقالوا إنهم فرس أو يهود، لأنهم من سلالة ميمون القداح الفارسي الذي ساند محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق في الدعوة.



ومع ذلك، لا يوجد دليل واضح يدعم رواية منهم، لذلك تختلف المصادر التاريخية.

كيف كان تأسيس الدولة الفاطمية؟

حكمت الخلافة العباسية أراضي الخلافة الإسلامية بعدما سقطت الخلافة الأموية، لكن العباسيين كانوا في ذلك الوقت ضعفاء، لذلك استغل أصحاب الدعوات الدينية الجديدة المختلفة ذلك لنشر مبادئ دعوتهم بين المسلمين في مختلف بلاد الخلافة العباسية ، بما في ذلك أولئك الذين يدعون إلى التشيع مثل مؤسس الدولة الفاطمية عبيد الله المهدي.

أرسل عبيد الله المهدي مجموعة من أتباعه لنشر تعاليم مذهبه الجديد، وعلى رأسهم أبو عبد الله الشيعي الذي انتقل إلى المغرب، واستقطب الآلاف من أتباعه من الأمازيع خصوصا حيث أنهم كانوا بعيدين عن مركز الخلافة العباسية السنية، وقاتل جيش دولة الأغالبة قرابة خمس سنوات. انتصر عليهم وأعلن قيام الدولة الفاطمية.

ثم انتقل عبيد الله المهدي إلى تونس وأصبح الخليفة الأول للدولة الفاطمية وجعل مدينة المهدية عاصمة الدولة الفاطمية.

ثم انتشرت مبادئ هذه المذهب في العالم الإسلامي وازداد أتباعها واتسعت مساحة الأرض التي كانت تحت سيطرة الدولة الفاطمية حتى جاء الخليفة المعز لدين الله فأرسل قائده جوهر الصقلي لغزو مصر.

ثم أسس الدولة الفاطمية في مصر. ثم انتقل الخليفة المعز لدين الله بعد بناء القاهرة التي أصبحت عاصمة الدولة الفاطمية بعد أن انتقال الخليفة إليها وأصبحت مقر الدولة الفاطمية.



أسباب سقوط الدولة الفاطمية:

تاريخ سقوط الدوله الفاطميه هو 1171 ميلادي عندما مات آخر خلفاء الدولة الفاطمية العاضد لدين الله وتمكن صلاح الدين الذي عين وزير للخيفة العاضد لدين الله ونائب لملك الشام نور الدين في مصر من نقل مصر من الخلافة الفاطمية الشيعية إلى الخلافة العباسية السنية وغلق مركز الشيعة ومنع خطباء المساجد من الدعاء للخليفة العاضد والدعاء للخليفة العباسي.

يتفق كثير من المؤرخين على أن تاريخ بداية مراحل سقوط الدولة الفاطمية هو 1094م عندما مات الخليفة المستنصر بالله الخليفة الثامن للخلافة الفاطمية وكان مفترض أن يتولى من بعده الحكم ابنه الأكبر نزار المصطفى لدين الله ولكن كانت هذه الفترة هي عصر نفوذ الوزراء وكان الأفضل أبو القاسم شاهنشاه بن بدر الدين الجمالي وزير المستنصر بالله يرى أن المستعلي بالله هو الأحق حيث كان للأفضل ونزار مشاكل سابقة.

ولقوة نفوذ الأفضل استتب الأمر للمستعلي بالله وحاول نزار أن يهاجم أخاه ودخلوا في صراع مسلح انتهى بسجن نزار ومات في سجنه. وفر ابنه الهادي إلى قلعة الموت مع حسن الصباح ليجهز جيشا لاستعادة الخلافة الفاطمية.

وبسبب ذلك حدث انقسام في المذهب الإسماعلي حيث انقسموا إلى من يؤيد خلافة نزار (النزارية) بناء على أنه الأكبر وأن ذلك هو مبدأ الإمامة ومن يؤيد المستعلي بالله (المستعلية) بناء على أن والدهم المستنصر بالله وصي بذلك.

في فترة حكم المستعلي بالله حاول الأفضل بن بدر الدين الجمالي الذي كان يسيطر على كافة شؤون البلاد أن يسترجع القدس إلى الخلافة الفاطمية من السلاجقة الذين خسروا أراضيهم في الشام من الصليبين فدخل في حرب معهم وسيطر على القدس وكامل الأراضي الفلسطينية.

ولكن لم يمر من الوقت كثيرا حتى جاءت الحملة الصليبية الأولى في عام 1099 بقوام 40 ألف رجل إلى القدس وحاصرت الفاطميين لمدة شهر حتى دخلت وحصلت مجزرة في الجيوش الفاطمية. وبذلك خسر الفاطميون كامل أراضيهم ولم يكن لديهم أي سيطرة تقريبا إلا على مصر التي كانت تعاني أيضا من اضطرابات ومشاكل بسبب نفوذ الوزراء.

بعد وفاة المستعلي بالله خلفه في الحكم ابنه الآمر بأحكام الله وكان طفل ذو الخمس سنوات وكان الوزير الأفضل يتحكم في شؤون البلاد حتى قوي عود الخليفة الآمر بأحكام الله ودبر قتل الوزير الأفضل ثم عين المأمون البطائحي مكانه. ولكن بعد فترة دبر الآمر بأحكام الله مكيدة للمأمون البطائحي وقتله أيضا وحكم البلاد بنفسه حتى اغتيل. وعانت البلاد من بعده الضعف والوهن وضرتها المشاكل على الحكم حتى جاءت فترة حكم الخليفة العاضد لدين الله.



حكم العاضد الدولة الفاطمية وهو طفل وكان ضرغام وشاور يتنازعون الوزارة حتى استعان شاور بنور الدين ملك الشام واستعان ضرغام بملك بيت المقدس فأرسل نور الدين شيركوه وصلاح الدين الأيوبي ابن أخيه لمساندة شاور وبالفعل قضوا على ضرغام ورجعوا لبلادهم ثم بعد فترة استنجد العاضد لدين الله بنور الدين ملك الشام عندما زحفت جيوش ملك القدس لمصر فأرسل نور الدين حملة بقيادة شيركوه وصلاح الدين ودافعوا عن مصر.

تغلل صلاح الدين في البلاط الفاطمي وسيطر عليه حتى عين وزير الخليفة العاضد لدين الله ونائب لنور الدين ملك الشام في مصر ثم أعاد صلاح الدين مصر لحظيرة الخلافة العباسية ومنع الدعوة للعاضد وجعل الدعوة للخليفة العباسي وغلق مراكز التشيع ونصر المذهب السني في مصر وبذلك ضاعت آخر أملاك الخلافة الفاطمية وكان ذلك نهاية الدولة الفاطمية في مصر وكان آخر الخلفاء الفاطميون هو العاضد لدين الله الذي مات في 1171 ميلادي ثم بدأ صلاح الدين في تأسيس الدولة الأيوبية بعد سقوط الدولة الفاطمية.