قصة هزيمة البطل صلاح الدين الأيوبي

قصة هزيمة البطل صلاح الدين الأيوبي

في أول محاولة له لتحرير فلسطين، لكنه لم ييأس فعاد وحرر فلسطين بعد 10 سنوات، فعلمنا أعظم الدروس.

كانت هزيمة سلطان مصر والشام السلطان صلاح الدين الأيوبي في معركة تل الجزرة، وهذه أول محاولة له لتحرير فلسطين.

وكانت في 1 جمادى الثانية 573 هجري و الموافق في تاريخ 1177/11/25م



وقعت المعركة قرب مدينة الرملة في فلسطين، وكان الجيش الأيوبي بقيادة السلطان صلاح الدين الأيوبي وعدده 26000 مقاتل مقابل جيش الفرنجة بقيادة الملك بلدوين الرابع وعدده 20000 مقاتل.

قرر صلاح الدين الأيوبي شن الحرب لإعتقاده أن الفرصة قد أتت لتحرير فلسطين، حيث كان ملك الفرنجة صغيراً وضعيفاً لإصابته بمرض الجذام، وكذلك كان هنالك نزاع على الحكم، فكانت أقسام جيش الفرنجة متفرقة لقمع المتمردين.

زادت حماسة صلاح الدين الايوبي عندما إستطاع أن يحرر عسقلان بسهولة ثم نجح في الدخول لفلسطين دون أي مقاومة.

وقع صلاح الدين في خطأ حينما أمر جيشه بالتفرق، فبقي معه جزء من الجيش، وهذا جعل الأمر أسهل بالنسبة للفرنجة، وكذلك وقع في خطأ عندما لم يكن يعلم عدد الجيش المقابل ومواقعه.



كذلك أخطأ عندما لم يدرس الطبيعة الجغرافية لفلسطين، وهذا ظهر عندما وصل إلى نهر تل الصافية فلم يعرف من أين العبور، فتفرق من بقي معه للبحث عن مكان يصلح للعبور، وبينما هم في هذه الحالة هجم الفرنجة عليهم قبل أن يرتبوا أوضاعهم، فقد كان الفرنجة يراقبون تحركاتهم، فباغتوهم في الوقت المناسب.

عندما حدث هجوم الفرنجة كان مع صلاح الدين عدد قليل من الجنود والأمراء، وصدوا الهجوم ببسالة وكان أبرز المدافعين ابن أخيه تقي الدين عمر والذي استمر في القتال إلى أن وقع في الأسر، ولاحقاً تم تحريره بالفدية بعد عامين.

تعرض الجيش الأيوبي لهزيمة كارثية حيث قسم من الجيش أبيد وقسم آخر ضاع بين البلاد، فخرج صلاح الدين ومن بقي حي من أرض المعركة، وتعرضوا للمطاردة من جيش الفرنجة لمسافة 12 ميل، ونجح الفرنجة في إسترداد عسقلان.

وصل صلاح الدين الأيوبي إلى القاهرة في تاريخ 1177/12/08م ومعه فقط 2600 مقاتل، وبعد وصوله نشر بأنه إنتصر في المعركة كي لا يفقد الحكم نتيجة الهزيمة، وخاصة أنه كان في بدايات عهده، وبدأ مع أخيه توران شاه بإعادة هيكلة وتجنيد وتدريب للجيش.



تعتبر هذه الهزيمة أكبر درس إستفاد منه صلاح الدين الأيوبي، حيث عاد وحرر فلسطين بعد 10 سنوات وذلك بإنتصاره في معركة حطين عام 1187م.

يظهر في التحرير كيف تعلم من أخطائه، حيث في معركة حطين درس جغرافية فلسطين، فكانت معرفته لتلال حطين ومواقع الينابيع من أهم أسباب إنتصاره، وكذلك تعمد وضع خطة تؤدي لتجميع جيش العدو، وبهذا سيعرف قوته وعدده وأقسامه وأسلحته، وكذلك سيضمن عدم تعرضه لأي مفاجآت أو هجمات غير متوقعة، وسيبقى هو الكاشف لأرض المعركة والمتحكم بأحداثها.