وداعاً للعجرفة الروسية.. كيف يخطط المغرب لتصدير الهيدروجين عبر خطوط أنابيب الغاز إلى أوروبا؟

وداعاً للعجرفة الروسية.. كيف يخطط المغرب لتصدير الهيدروجين عبر خطوط أنابيب الغاز إلى أوروبا؟

يسعى المغرب إلى تطوير البنية التحتية لخطوط الغاز، وإنشاء شبكة وطنية متكاملة، تمكّنه في المستقبل من تصدير الهيدروجين عبر خطوط الغاز إلى أوروبا.



وترتبط الرباط بدول القارّة العجوز من خلال خط أنابيب غاز المغرب العربي وأوروبا، الذي كان ينقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا، حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ لذلك يخطط المغرب إلى الاستفادة من هذه البنية في تطوير شبكة متكاملة تمكّن المملكة من تلبية احتياجاتها من الطاقة وتصدير الفائض.

وتوقعت العديد من الدراسات ومراكز الأبحاث أن تحتلّ الرباط مكانة متميزة في أسواق الهيدروجين خلال السنوات المقبلة، لا سيما أنها تمتلك إمكانات كبيرة في الطاقة المتجددة، تُمكّنها من تصدير الهيدروجين عبر خطوط الغاز إلى أوروبا.

تصدير الهيدروجين

في هذا الإطار، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب، ليلى بنعلي، أن إرساء بنية تحتية غازيّة من شأنه أن يجعل المملكة رائدة في مجال الهيدروجين المنافس للغاز، موضحةً أن هذه البنية التحتية ستمكّن بلادها من تصدير الهيدروجين.

وأشارت إلى أن العديد من الدول الأوربية تمكّنت من نقل الهيدروجين في 30% من خطوط الغاز، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المغربية.

يُشار إلى أن المنطقة العربية تمتلك بنية تحتية قوية يمكن استغلالها لتصدير الهيدروجين عبر خطوط الغاز إلى أوروبا مستقبلًا، بتكلفة أقلّ من بناء شبكات تصدير جديدة، حال تحوّل الأسواق الأوروبية إلى الهيدروجين وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ومن بينه الغاز.



إذ أكدت ليلى بنعلي أهمية تفعيل البنيات التحتية المشتركة بين عدد من البلدان الأوروبية والمغرب، مشيرة إلى أن بعض هذه البلدان يتوافر فيها وحدات غير مشغلة لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز طبيعي، في حين يتوافر لدى المغرب، من جهته، على أنبوب الغاز المغربي-الأوروبي، ووحدتين لتخزين الغاز في حالة توقف.

تصدير الهيدروجين من المغرب

كانت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" قد توقعت أن تصبح الرباط رائدةً عالميًا في تصدير الهيدروجين الأخضر، إلى جانب ناميبيا وتشيلي، وسط توقعات أن يغطي الهيدروجين ما يصل إلى 12% من استخدام الطاقة العالمي بحلول عام 2050.

واحتلّ المغرب -رغم أنه ليس مصدرًا للهيدروجين حاليًا- المرتبة الرابعة عالميًا في الدول المرشحة لتصبح منتجة رئيسة للهيدروجين، بعد أستراليا وتشيلي والسعودية، متقدمًا على العديد من الدول التي تستحوذ على حصة كبيرة من تجارة النفط والغاز حاليًا.



ويهدف المغرب إلى إمداد السوق المحلية بـ4 تيراواط/ساعة، والسوق الدولية بـ10 تيراواط/ساعة، بحلول عام 2030، كما يعمل على زيادة الاستثمار في البنية التحتية الجديدة والمتجددة بقدرة 6 غيغاواط، لدعم توفير أكثر من 15 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

بنية تحتية للغاز

أكدت ليلى بنعلي أن المغرب يسعى إلى إرساء بنية تحتية غازية تليق بالقرن الواحد والعشرين، قائلة: "البنية التحتية الغازية، التي تشمل أنابيب الغاز، والموانئ، ووحدات تخزين وإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال، لن تمكّن -فقط- من توفير طاقة تنافسية لقطاع الكهرباء، ولكن للقطاع الصناعي -أيضًا- الذي يعاني حاليًا للحصول على الغاز الطبيعي".

وشددت خلال لقائها مع عدد من وسائل الإعلام المغربية، على أهمية بناء وحدات لإعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي، موضحة أن تحقيق السيادة الطاقية فيما يتعلق بالغاز الطبيعي، يمرّ عبر إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي على المستوى الوطني، سواءً في وحدات عائمة أو منصات برية.



وطالبت ليلى بنعلي بتمكين الجهات المعنية من إجراء الدراسات والحسابات الاقتصادية والمالية اللازمة لتحديد أفضل المواقع لإرساء هذه الوحدات، لافتة إلى أن ميناءَي المحمدية والناظور الأكثر استعدادًا لاستقبال الغاز الطبيعي المسال وتخزينه وإعادة تحويله إلى غاز طبيعي، سواءً على مستوى وحدة عائمة أو برية.

مواني لاستقبال الغاز المسال

شددت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة على ضرورة عدم الاقتصار على ميناء واحد من أجل هذه العملية، خاصة أن المغرب لديه العديد من المواني على طول سواحله التي تزيد عن 3500 كيلومتر، كميناء الجرف الأصفر الذي يعدّ قطبًا صناعيًا، وميناء طنجة، وميناء الداخلة، التي هي في طريقها لأن تصبح منطقة صناعية خضراء.

وقالت،إن بلادها تسعى إلى إعداد 4 مواني، ليس فقط لاستقبال الغاز الطبيعي المسال، وإنما لتحقيق التنمية الشاملة بالمدينة أو المنطقة المعنية -أيضَا-، مشيرة إلى أن المواني المغربية تتهيأ لاستقبال الغاز الطبيعي المسال لأول مرة.

وأضافت أن "هذا النوع من الغاز يتطلب احترام معايير سلامة جدّ خاصة تستوجب تمكين السلطات المختصة من وقت كافٍ لإجراء جميع الدراسات اللازمة".