الماس وأسرار كوكبنا: أندر وأعمق أنواع الماس يكشف سراً عظيماً لداخل كوكبنا
![](mainimg.jpg)
قد يعجبك ايظا:
ما سر الضمادة التي يضعها بنزيما على يده منذ 3 سنوات
منذ نحو 3 سنوات يظهر النجم الفرنسي كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد الإسباني بضمادة لا تفارق يده اليمنى، دون أن يعرف الكثير من عشاق كرة القدم سبب وجودها الدائم. |
إذا أردت معرفة كيف يبدو الماس الأكثر شهرة في العالم لحظة طفولته فعليك إعادة التاريخ لما يُقارب المليار سنة.
ويمكنك أن تُلقي نظرة على ألماسة الأمل "هوب دايموند Hope Diamond" المُذهلة التي لربّما تكون ملعونة، ذلك الحجر الأزرق المدهش ذو عيار الـ 45 قيراط والمُتوضّع على شاشةٍ ثابتةٍ ودائمةٍ في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي Smithsonian National Museum of Natural History منذ عام 1958.
قد يعجبك ايظا:
جمع أسرة كاملة بغرفة واحدة وحـرقها في نهار رمضان.
شهدت منطقة القطيف في السعودية جريمة مروعة، راح ضحيتها عائلة بكامل أفرادها، مكونة من 4 أشخاص وهم أب وأم وشاب وشابة، وذلك على إثر حريق متعمد يشتبه بتورط أحد أقارب الأسرة فيه. |
وسترى حينها، بالعودة للماضي، ترك وابتعاد ذلك الماس الأزرق البرّاق لقاعدة متحفه وتغيّره بسرعةٍ شديدةٍ، من أيدِ التُجّار والباعة إلى الوجهاء ثم إلى اللصوص وأخيراً إلى يد الملك لويس الرابع عشر Louis XIV، لترى في نهاية المطاف تاجرَ أحجارٍ كريمةٍ فرنسيِّ الأصل يُعيدُ هذا الماس إلى منجمٍ في الهند مُحاصراً بمئات الحمم ولربما يعود لمئات الآلاف من السنين.
كما أنك سترى تلك الصخور ذائبة في الحمم المشتعلة والمحترقة، ومتدفّقة نحو بركانٍ منفجرٍ لتتشدّق عميقاً، وعميقاً نحو ستار الأرض Earth's mantle حيث يتحطّم هذا الماس ويتجزّأ ببطءٍ لأجزاء صغيرةٍ، وتمر السّنين وكأنها ثوانٍ لتجد بعضاً من تلك العناصر والأجزاء ظاهرةً على مسافة مئات الأميال على سطح الأرض ومستقرّةً أخيراً في قاع البحر.
وهنا تبدأ الحكاية في صفحةٍ جديدةٍ مشوّقةٍ نُشرت في اليوم الأول من شهر آب/أغسطس في مجلّة Journal Nature، وفي أولى دراساتها تلك، قام باحثون جغرافيون من كلٍّ من الولايات المتحدة وإيطاليا وجنوب أفريقيا بتحليل 46 قطعة من أفخم وأثمن أنواع الماس عالميّاً وذلك للإجابة على سؤالٍ بسيطٍ جدّاً، ألا وهو: "كيف يتشكل مثل هذا الماس الأزرق في جوف الأرض؟! وكيف حصلنا عليه؟! أي كيف وصلَ هذا الماس إلى هنا؟".
واكتشف الباحثون أثناء تقصّي هذه التساؤلات أن ذلك الماس الأزرق ليس فقط الأندر والأعمق على وجه الأرض، بل يحمل خفايا وأسراراً حول جوف أرضنا التي بدأ العلماء بنبش وجلف سطحها فقط.
![](pict1.png)
أعلن كاتبو الدراسة: أن الألماس الأزرق -أو نموذج IIb- نادرٌ جداً، فبالكاد نجد قطعةً بين كل مئة قطعةٍ من الماسات المنجميّة التي تدخل تحت هذا التصنيف، كما أنه باهظ الثمن أيضاً.
قد يعجبك ايظا:
استخدام الكلاب الضالة بالهند كلوحات إعلانية متحركة للمرشحين السياسيين
المرشحون السياسيون يستخدمون عادة كل ما في وسعهم للدعاية لأنفسهم خلال الانتخابات، أحياناً بطرق عادية وأحياناً بطرق مبتكرة، لكن من الواضح أن البعض يستخدم طرق غريبة لدرجة مثيرة للضحك. |
قال كاتب الدراسة السّيد إيڤان سميث Evan Smith لمؤسسة النفائس في أمريكا: "أنّ ذلك الماس من نوع IIb ذو قيمةٍ هائلةٍ، مما يُصعّب على الباحثين الحصول عليه لأغراض البحوث العلميّة".
قضى سميث وزملاؤه سنتين في تلك الدراسة الحديثة للتعرّف على أغلى أنواع الماس الأزرق النفيس، من ضمنها ما يُدعى Cullinan Dream، وهي عبارة عن جوهرة عيار 24.18 قيراط بِيعَت في مزادٍ علني بأكثر من 23 مليون دولار أمريكي عام 2016. كما أن الفريق قد فحَصَ مئات آلاف الماسات قبل رصف ووضع هياكلها وأشكالها النهائية كنماذج متلألئة وبرّاقة، إذ يختارون في النهاية تلك التي تحتوي وبشكلٍ واضحٍ على البقع المرئية والمخلفات المعدنية القديمة والبقايا الصخرية التي تشكلَ منها الماس.
ويستطيع الباحثون بعد الفحص الدقيق لتلك الهياكل، تحديد نوع المعادن التي كانت تحتويها الصخور التي شكّلت هذه الجواهر، كما أنها قد تدلُّهم على مكان القشرة الأرضية حيثُ تشكّلت.
![](pict2.png)
قد يعجبك ايظا:
بعد السّيارات والطّائرات المسيّرة.. قوارب ذكية ذاتية القيادة ستحدث ثورة في النقل البحر. فيديو.
أصبح من الشائع الآن ومن الطبيعي جداً اليوم أن نسمع عبارة السيارات ذاتية القيادة، أو الطائرات بدون طيار، فقد نالت اهتماماً واسعاً جداً، ويتم اختبار الأدوات اللازمة لجعلها حقيقة واقعة بشكل مكثف من قِبل بعض أكبر شركات التكنولوجيا. في المقابل، نادراً ما نسمع عن القوارب ذاتية القيادة، إذ لم يُتبع هذا المسار في الصناعة البحرية كثيراً، لكنه موجود، وأصبحت له العديد من التطبيقات. |
حدّد الفريق باستخدام منظار التحليل الطيفي رامان Raman (وهو عبارة عن طريقة لبعثرة وإسقاط الليزر على هدفٍ ما لتحديد تركيبته الجزيئية الفريدة)، تشابه هياكل ذلك الماس مع الصخور المُتشكّلة في الستار السفلي للأرض Earth's lower mantle والذي يقع على عُمق 250 إلى 410 ميلاً (أي نحو 410 إلى 660 كيلومتراً) تحت سطح الأرض، أي أعمق مما كان متوقّعاً بأربع مرّاتٍ، وهذا ما يجعلها الأكثر ندرةً وعمقاً.
هذا وأعلن الباحث في مؤسسة كارنيجي للعلوم في واشنطن Carnegie Institution for Science in Washington D.C، الكاتب ستيڤين شيري Steven Shirey: "نعلم الآن أن أجود أنواع الماس تأتي من أبعد وأقصى نقطةٍ داخل كوكبنا".
ونقول لأغلبية الناس الذين لم يرتدوا أو يلمسوا ماسةً زرقاء، أن هناك بطانةً فضيّةً فاتنةً، إذ تُوحي هذه الاكتشافات أن كوكبنا يُعيد تدوير معادنه السّطحيّة في الأعماق ويُعيدها ثانيةً للستار.
وكتب الباحثون في تقريرهم أن هذا النوع من الماس يكتسب ذلك اللون اللّافت للنظر والمتلألئ من البورون، وهو عنصرٌ موجودٌ بشكلٍ شبه حصريّ على سطح الأرض وفي رواسب معدنيّة تحت الماء. وبالوصول إلى الأعماق المذهلة حيث من الُمعتقد تشكُّل الماس، قد نجد أن هذا البورون لربّما يُركّب قشرة الأرض المحيطيّة الكثيفة تحت الأرض حين تصطدم بالقشرة القاريّة في مناطق الطرح subduction zones وهي أماكن تحطّمت فيها صفيحتان تكتونيّتان مع بعضهما البعض، مما يُجبر الصفيحة الأكثف على الغَرق تحت الصفيحة الأقل كثافة منها.
ومن المرجّح أن كل ما يحمله الماس من عنصر البورون تحت الماء في الستار يحمل معه كمياتٍ ضئيلةً من مياه المحيط، لأن بعض الشوائب في ذلك الماس كانت مُحاطةً بجيوب الهيدروجين والميثان، ولهذا أعلن الباحثون أن مثل هذا الاحتمال يسلّط الضوء على "الطريق الرئيسي المحتمل لإعادة تدوير المياه العميقة على سطح الأرض".
قد يعجبك ايظا:
كيف ازدهرت شركة Razer رغم انتشار فيروس كورونا
عندما انتشرت دعوات البقاء في المنزل على منصات التواصل الاجتماعي في الشهر الماضي امتثالًا للقرارات الحكومية المماثلة في جميع أنحاء العالم، كان رائد الأعمال Min-Liang Tan مستعدًا، فالملياردير السنغافوري طبع مجموعة من الملصقات التي تحمل عبارة “stay home and game on” قبل أسابيع من وصول فيروس كورونا إلى مستوى الجائحة العالمية حسب تعريف منظمة الصحة العالمية. |
وسيتعيّن على الباحثين دراسة المزيد من أنواع الماس الأكثر زُرقةً وإشراقاً في العالم لدعم فرضيتهم تلك.
"لا تقُل أبداً أن العلوم ليست برّاقةً وفتّانةً!"