أبوفيس.. علماء يحذرون من أخطر كويكب يقترب من الأرض...

أبوفيس.. علماء يحذرون من أخطر كويكب يقترب من الأرض...

بعد 7 سنوات بالتمام والكمال، أي في 13 أبريل 2029، سيتخرق كويكب ضخم مدار الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض، وهو أمر يمكن أن يشكل خطورة كبيرة تتجاوز ما سبقه.

وذكر موقع مجلة “فوربس” الأميركية أن الكويكب حتى الآن لا يشكل خطرا على كوكب الأرض، لكن العلماء يعتقدون أنه مروره القريب من كوكبنا يمكن أن يغير مساره، وهذا يشكل خطرا على الأرض.

ويتوقع العلماء أن يصل الكويكب الذي يطلق عليه “أبوبيس”، سوف يصل إلى مدار الأقمار الاصطناعية، الذي يبعد عن الأرض 37 ألف كيلومتر. وتعتبر هذه المسافة قريبة، بحسب العلماء.



وجرى اكتشف هذا الجرم السماوي في عام 2005، وتقدر نصف قطر دائرته بنحو 340 مترا، وهو ما يوازي طول مبنى “إمباير ستيت” الشهير في نيويورك.

وفي بداية اكتشافه، كان الاعتقاد السائد أن الكويكب يسير على مسار تصادمي مع الأرض.

ويعتقد أن اقتراب كويكب كبير مثل “أبوبيس” من الأرض، سيكون حدثا نادرا لا يقع إلا مرة كل ألف عام.

وضعت دراسة مشتركة بين جامعتي كارلوس الثالث في مدريد، وولايه باوليستا البرازيلية، احتمالية تحلل أجزاء كبيرة من سطح كويكب “أبوفيس” عند اقترابه من الأرض في عام 2029.

واكتشف “أبوفيس” عام 2004 وتم رصده منذ ذلك الحين نظرًا لتصنيفه على أنه كويكب يحتمل أن يكون خطيرًا (PHA)، حيث أشارت التقديرات المبدئية إلى أنه سيكون لديه فرصة بنسبة 2 ٪ للوصول إلى الأرض، غير أنه تم استبعاد هذا الاحتمال.



ووفقًا لأحدث القياسات، سيصل أبوفيس إلى أقرب مسار له إلى الأرض (38000 كيلومتر) في 13 أبريل 2029، ولكن ماذا سيحدث عند هذا الاقتراب؟

خلال الدراسة المنشورة في عدد شهر مارس / آذار من دورية “الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية”، تم تحليل الخصائص الفيزيائية لهذا الجسم السماوي والتأثيرات المحتملة للحظات اقترابه من الأرض، والتي قد يكون بعضها ليس في صالح الكويكب.

والاصطدام لا يكون الاحتمال الوحيد في مثل هذه الأحداث، فالتفاعل الثقالي بين كوكب وجسم مثل أبوفيس يمكن أن يغير شكل الجسم، أو تقسيم الجسم إلى قطع، أو تفكيك الأحجار السائبة المحتملة على سطح الكويكب، أو حتى إزالة الأجسام الأخرى التي تدور حول الكويكب (مثل الصخور، أو الأقمار الصناعية، أو الحلقات)، وتركز الدراسة على الاحتمالين الأخيرين، وهما مدار الكويكب وتفكيك الحجارة على السطح ومدار الكويكب.

ويمثل البحث في قطاع الفضاء التحدي المتمثل في أنه في معظم الحالات، من المستحيل إجراء تجربة مباشرة مع المواد الفضائية، لهذا السبب، يتم إجراء العديد من التحقيقات من مجال الرياضيات والفيزياء، مع مراعاة أكبر عدد ممكن من المتغيرات.

وقام فريق البحث المسؤول عن هذه الدراسة بتحليل الجوانب الفيزيائية للكويكب، من بينها، شكله وخصائص مجال جاذبيته، بالإضافة إلى العوامل التي يمكن أن تؤثر على مساره وزاوية ميله، مثل ضغط الإشعاع أو حدوث اضطراب بسبب قربه من الأرض.

ولإجراء هذا البحث، أجرى الفريق مجموعة من المحاكاة العددية، باستخدام بيئتا محاكاة مع ثلاث حالات تجريبية لكل منهما، باستخدام قرص من 15000 جسيم بأحجام مختلفة في البيئة القريبة من أبوفيس كعينة، وكان الهدف هو محاولة التنبؤ بكيفية تفاعل الجسيمات التي تدور حول الكويكب مع المواقف المختلفة وكيف يمكن أن تؤثر هذه الافتراضات على سلوك أبوفيس.



وتم تصميم المجموعة الأولى من عمليات المحاكاة مع الأخذ في الاعتبار اضطراب الجاذبية لأبوفيس فقط في فترات مدتها 24 ساعة على مدى 30 عامًا.

وتضمنت المجموعة الثانية من عمليات المحاكاة الاضطراب الناجم عن ضغط الإشعاع الشمسي، تم اقتراح ثلاث حالات في كلتا المجموعتين، حيث كان للكويكب كثافة مختلفة.

ويقول جابرييل بوردرريس موتا، الباحث المشارك بالدراسة: “قمنا بتقييم متعدد السطوح يبلغ طوله 340 مترًا بكثافة موحدة في ثلاث حالات مختلفة، وفي كل حالة، كانت نقطة البداية هي كثافة جسيمات مختلفة، من الأعلى إلى الأدنى”.

ومن عمليات المحاكاة تم استنتاج أن زاوية ميل الكويكب كانت أكبر عند الكثافة المنخفضة (4 درجات) منها عند الكثافة العالية (2 درجة)، بالإضافة إلى ذلك، كلما انخفضت كثافة الجسيمات وزاد ضغط الإشعاع الشمسي، قل عدد الجسيمات التي بقيت سليمة.

بعبارة أخرى، في سيناريو تكون فيه كثافة أبوفيس منخفضة، ستتم إزالة ما يقرب من 90٪ من الأحجار السائبة من سطحه أثناء الاقتراب من الأرض، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت النتائج أن نهج أبوفيس يمكن أن يؤثر بشكل طفيف على المد والجزر ويسبب بعض الانزلاقات الأرضية على سطح الكويكب.

يأمل الفريق أن يكون نهج الكويكب تجاه الأرض في عام 2029 فرصة لتحسين النموذج ثلاثي الأبعاد المستخدم في عمليات محاكاة الفضاء، بالإضافة إلى السماح لهم بالتحقيق والتنبؤ بالتأثيرات على سطح أبوفيس بشكل أكثر دقة، وكل هذا يعني زيادة المعرفة حول الكويكبات، مما يسمح لنا بالاستعداد بشكل أفضل في حالة مرور الأجرام السماوية الجديدة بالقرب من الأرض.