نسمع فقط عن دول العالم الثالث والأول ..فمن هم دول العالم الثاني ولماذا لا نسمع عنهم؟

نسمع فقط عن دول العالم الثالث والأول ..فمن هم دول العالم الثاني ولماذا لا نسمع عنهم؟

تم تقسيم العالم حسب النظرية الثلاثية الأبعاد إلى دول العالم الثالث وهي الدول ذات الاقتصادات الفقيرة والتي عادة ما تفتقر للكثير من الخدمات والمرافق.

كما يتدنى فيها مستوى الرفاهية للفرد ودول العالم الأول هي الدول الأكثر ثراء أي تلك الدول الصناعية المتقدمة وبينهما هناك عدة دول تصنف أنها دول العالم الثاني رغم انها تشمل دولا معروفة لكن نادرا ما نسمع بهذا المصطلح الذي عفا عليه الزمن.



هنا يأتي التساؤل من هي دول العالم الثاني وماهي معايير الدول التي تندرج تحته ومتى نشأت؟

أصل المصطلحأول ظهور لهذا المصطلح يعود إلى فرنسا. حيث تم تقسيم بلدان العالم الثالث إلى تلك البلاد التي رفضت الانضمام إلى الحرب العالمية الثانية. ومن ضمن التصنيف تم تقسيم فرنسا نفسها إلى دول عالم ثالث، والتي تشير إلى عامة الشعب، وهم المواطنون العاديون الذين لا ينتمون إلى أجهزة الدولة، أو طبقة الأثرياء ورجال الكنسية وهؤلاء تم تصنيفهم كشعب أول أو بلدان أولى.

خلال الحرب الباردة، والتي كانت تنقسم بين الولايات المتحدة، ودول الاتحاد السوفييتي، أو بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي، تم تصنيف الدول المتآزرة مع المعسكر الشرقي الاشتراكي بأنها دول العالم الثاني، والتي كانت تتبع النظام الاشتراكي في إدارة الدولة سياسياً، وهي دول التشيك، وبلغاريا، بولندا، الصين، رومانيا، المجر. أما البلدان التي لم تدخل هذه الحرب وبقيت على الحياد، عرفت باسم العالم الثالث. إلا أن هذا التقسيم انتهى مع انتهاء الحرب الباردة، وأصبح تصنيف الدول نفسها يعتمد على أسس أخرى.

وفي الوقت الراهن، أصبح تداول هذه المصطلحات للتفريق بين الدول على أساس التقدم والتطور من كافة النواحي. وفيما يخص دول العالم الثاني، فإنها تدل على البلدان التي تعتبر متقدمة بالمقارنة مع العالم الثالث، ولكنها لم تصل بعد إلى درجة التطور الذي تتسم به دول العالم الأول، أي أن هذه الدول لا تزال قيد الازدهار والتطور.

ومن الأمثلة على دول العالم الثاني دول أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى دول جنوب إفريقيا، وتركيا، وتايلاند. وهنالك اهتمام كبير بهذه البلاد من قبل كبار رجال الأعمال والمستثمرين. حيث يتمكنون من إنشاء أو توسيع مشاريعهم الربحية في هذه الدول، حيث أنها عادة ما تكون أقل تكلفة من الدول المتقدمة.



كما أن هذه البلدان عادة ما تتوفر فيها أسباب النمو التجاري والاقتصادي. كما أن سكان هذه البلدان يعتبرون بمثابة سوق استهلاكي لمنتجات البلدان الأخرى، حيث لم تتمكن من الاكتفاء الذاتي بشكل كلي وتعتمد على الاستيراد في كثير من المجالات والصناعات.

معايير تصنيف وتقسيم دول العالم

ويوجد عدة محاور ومقومات يتم من خلالها تصنيف البلدان، إلى فئة بلدان عالم أول أو ثانٍ أو ثالث، وتتلخص في عدة تصنيفات:

التصنيف الاقتصادي: وهذا التصنيف يقوم بقياس نسبة ونوعية التصنيع المحلي، ومتوسط الدخل، ومتوسط الأيدي العاملة في الدولة، بالإضافة إلى تصدير منتجات الدولة سواء كانت خام أو صناعية.

التـصنيف الثقافي: وهذا يعتمد على قياس نسبة الأمية، ونسبة التعليم، بالإضافة إلى الإنتاج الثقافي والأدب من أبناء الدولة، والإنفاق على البحث العلمي.

التصنيف السكاني: ويقوم باختبار متوسط المواليد السنوي، والكثافة السكانية، ومتوسط المعيشة للفرد والأسرة، ونسبة الوفيات خاصة المواليد الجدد، والبنية السكانية.



التـصنيف الاجتماعي: ويعتمد على عوامل الخدمات التي تقدمها الدولة، ومستوى الغذاء، والخدمات الصحية، بالإضافة إلى الخدمات المقدمة للأطفال والنساء وكبار السن.

وفي بعض الحالات لا يمكن تصنيف الدولة بكاملها باعتبارها أحد هذه التقسيمات. حيث أن بعض الدول تتسم الكثير من مناطقها بالاختلاف الهائل في العوامل السابقة، مثل أن تكون المدن متطورة ويتمتع قاطنوها بخدمات عالية الجودة، بينما الأرياف وبعض أطراف الدولة تعتبر فيها المعيشة متدنية وسيئة، وربما تنتشر فيها الفقر والجرائم بصورة أكبر من مناطق أخرى.

التصنيف الدولي المعتمد ومصطلح دول العالم الثانيوكما أن هذه التصنيفات تغيرت وتغير المعنى المراد بها، فهي أيضاً قابلة للتغيير أو التعديل فيما بعد. على سبيل المثال عام 1970 ظهر تصنيف يسمى دول العـالم الرابع والذي تندرج تحته الأمم الأصلية، أو كيانات عرقية وثقافية مثل الهنود الحمر وهم السكان الأصليون للولايات المتحدة.

يمكن الاختصار بالقول أن التصنيف الدولي المعتمد يقوم بتقسيم الدول إلى ثلاثة أصناف:دول متقدمة ومزدهرة وأغلبها الدول الغربية وأوروبا. ودول أخرى متأخرة أو نامية، تتسم بالفقر أو الفساد أو عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.

أما دول العالم الثاني فهي البلاد التي استطاعت أن تبدأ بعملية التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعسكري. والتي تحاول اللحاق بالدول الكبرى والمتقدمة لتصبح من بلدان الصف الأول.