أكل الذئب نعجته فخاف من بطش أبيه وغادر القرية ..أغرب قصة نجاح حولت رجل بسيط من رعي الأغنام إلى أكبر رجال الأعمال على مستوى العالم
A lire aussi:
كيف يتم تفعيل خاصية الرسائل ذاتية التدمير في واتس آب؟
هل تريد رسائل دردشة WhatsApp ذاتية التدمير؟ إذن ربما تحتاج إلى معرفة أن تطبيق المراسلة الفورية الأكثر شهرة في العالم يحتوي بالفعل على ميزة تسمى الرسائل المؤقتة. |
أكل الذئب نعجته فخاف من بطش أبيه وغادر القرية ..قصة نجاح ميلود الشعبي من راعي أغنام إلى أكبر رجال الأعمال
الحياة مليئة بالتحدي والكفاح فلابد أن يتحمل الإنسان رحلتها وصعابها، وعليه أن يستعين بالله وأن يجتهد في حياته لكي يحقق أمانيه في الحياة ولكي يصل إلى عيش كريم, فالإنسان يستطيع تغيير مجرى حياته أن استغل وقته أفضل استغلال.
من قصص الكفاح والتحدي قصة من المغرب العربي بطلها “ميلود الشعبي” الذي رأى النور في عام ١٩٣٠ في بيئة فقيرة شعبية في مدينة الصوير عاش فيها البساطه والفقر والحرمان وانطلق منها في مسيرة التحدي وعاش سبعون عاما وهي أعوامٌ سمانٌ مليئةٌ بالبذل والعطاء والكفاح أعوام حافلة بالتحدّيات والمصاعب وكثير من الانتصار وتحدي الفشل.
لم يكن في الامكان في بيئة بسيطة كهذه أن يتلقى ميلود تعليماً نظامياً جيداً، بسبب المشاكل الإقتصادية وايضا الاحتلال الفرنسي، ناهيك أنه ينحدر من أسرة لا يمكن وصفها ميسورة الحال بأي شكل. كان الحل الوحيد لتعليم هذا الطفل في بيئة كهذه، هو أن يتلقى تعليمه في مسجد القرية الصغير.
A lire aussi:
كسر الجمود.. وأهم استراتيجيات مقاومة الاكتئاب
الاكتئاب هو سلسلة معقّدة ومتشابكة من المعتقدات الخاصة والسلوكيات وطرق الارتباط بالأشخاص التي عادةً ما تقود الإنسان إلى فخ البقاء في حالة عُزلة تجنبًا لاختبار هذه الأحاسيس السيئة التي تنتُج عن الاكتئاب نفسه. |
القصة تبدأ بذئب يأكل إحدى الماشية:
في طفولته، بدأ ميلود حياته العملية في رعي الأغنام في بلدته. وعندما كبر قليلا وشارف المراهقة كان لتلك الظروف القاسية التي عاشها “الشعبي” وأسرته، أثر على تكوين شخصية والده، التي اتسمت بالقسوة والشدة، لدرجة أن “ميلود الشعبي” وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، وذات مرة وخوفا من بطش والده، قرر ألا يعود إلى المنزل بعد أن افترس الذئب نعجة من أغنامه.
لم يكن امام الشاب الصغير الا الذهاب إلى اقرب مدينة في المغرب ليستقر بها ويبحث عن فرص عمل جيدة، فانتقل إلى مراكش وقضى فيه بعض الوقت، إلا أنه لم يكلل بالنجاح. لم يعثر ميلود على وظيفة جيدة في هذه المدينة، فاضطر الى المغادرة مرة أخرى ليحط الرحال به في مدينة القنيطرة.
في القنيطرة، بدأ ميلود عمله بأجر يومي شديد التواضع، حيث عمل كعامل بناء. في الحقيقة ان عمله هذا مع بساطته، الا انه جذب انتباهه بشكل كبير، وشعر بشكل أو بآخر بالشغف الشديد بمجال البناء، وهو الشاب الذي جاء من خلفية زراعية ورعوية كاملة.
رجل الاعمال يستيقظ
مع فهمه لتفاصيل كثيرة في مجال البناء والتشييد، بدأ ميلود ببعض المدخرات السيطة في اطلاق شركة مقاولات صغيرة محدودة للغاية في العام 1948 وهو لم يكمل العشرين من العمر، باتلعاون مع شركاء آخرين صغار استثمروا معه في هذه الشركة.
A lire aussi:
هذه العملات القديمة ستجعلك من الأثرياء.. وخبير يقول “ابحثوا عن سنة الإصدار”
تعتبر هواية جمع الأنتيكات القديمة من أجمل الهوايات وأكثرها وصولاً للربح، حيث يعمد الكثير من الهواة إلى البحث عن الأشياء القديمة وذات الطابع النقدي القديم كالعملات المعدنية القديمة. |
كانت هذه هي الضربة الاولى التي جعلت الشاب يدخل في عالم البيزنس، لييفهم كل شيء عن عالم العقارات والتشييد، والذي استمر اكثر من 15 عاماً، اكتسب فيها ميلود – الذي سُمي بميلود الشعبي نسبة الى بلدته – كل الخبرات في عالم الاعمال.
في العام 1964، أطلق ميلود مغامرته التجارية الجديدة، وهي تأسيس مصنع صغير للسيراميك والخزف. كانت هذه مرحلة تكميلية لما بدأه لإنشاء شركة البناء الخاصة به، ولتكمّل اعماله في هذا التخصص.
اربعة سنوات اخرى مضت، وبحلول العام 1968، كانت شركته للسيراميك ” سوبر كريمي ” بدأت في التصدير خارج المغرب لبعض الدول العربية والافريقية المجاورة.
النمو في السوق المغربي
مع توسع اعمال ميلود، وبدء ظهوره كرجل اعمال واعد في المغرب وشمال افريقيا، بدأ رجل الاعمال الطموح في التركيز على المساهمة والشراكة والاستحواذ مع بعض الشركات الفرنسية الكبيرة التي كانت تنشط في المغرب وشمال افريقيا في ذلك الوقت ، وتهمين على السوق بشكل كامل تقريباً.
في منتصف الثمانينيات، وبعد رحلة طويلة في المنافسة بين ميلود وشركة دولبو ديماتيت الفرنسية لتجهيزات الري الزراعي ومواد البناء ، استحوذ ميلود على الشركة الفرنسية، واعتبر نصراً كبيراً لرجل الأعمال المغربي في الاستحواذ على واحدة من كبار الشركات المنافسة له.
امبراطورية الشعبي
A lire aussi:
مفاجأة غير سارة للسوري الذي أبلغ الشرطة عن مطلق النار بنيويورك
السوري الذي اتصل الأربعاء بشرطة نيويورك وأبلغها عن المكان المتواجد فيه مطلق النار صباح الثلاثاء الماضي على متواجدين في محطة لمترو الأنفاق بالمدينة، فاعتقلته بعد بحث عنه استمر 29 ساعة بلا توقف، واجه مفاجأة بائسة وغير سارة ظهرت له أمس، قد يخرج معها “من المولد بلا حمص” كما يقول المثل الشعبي. |
مع تأسيس مجموعة يتتا القابضة، بدأ ميلود التحرك بشكل واسع في اسواق مختلفة، فأسس في العام 1992 شركة للتغليف والكارتون، ثم شركة للاجهزة الكهربائية والكابلات، ثم اقتنص صفقة لصناعة البتروكيماويات ، وأيضا اطلق سلسلة من المتاجر والمولات التجارية بإسم ( اسواق السلام ).
كما اسست مجموعة يينا القابضة برئاسة ميلود الشعبي سلسلة فنادق فخمة اسمها ” رياض موغادور ” تقدم ارقى الخدمات الفندقية، مشترطاً عدم تقديم الخمور والمشروبات الكحولية فيها، وذلك في العام 1999.
دخول عالم السياسة
بقدوم الألفية الجديدة، وفي العام 2002 كثف ميلود الشعبي نشاطه السياسي بحجز بمقعد في البرلمان المغربي ، ثم فاز به مرة اخرى في العام 2007 ممثلاً عن مدينة الصويرة، واستمر في البرلمان المغربي حتى العام 2014 عندما تنازل عن ادواره السياسية بسبب حالته الصحية.
A lire aussi:
كيف أعاودُكَ وهذا أثرُ فأسِكَ
يعود هذا القول إلى قصة قديمة جداً روتها وتناقلتها العرب، وهي قصة جاءت على لسان الحية، |
وفي العام 2016، رحل ميلود الشعبي عن الحياة بعمر يناهز السادسة والثمانين، في رحلة استمرت أكثر من 70 عاماً بدأها كراعي غنم ، ثم عامل بناء ، وانتهت به كواحد من أهم وأبرز رجال الأعمال العصاميين في المغرب، بثروة قدرت حين وفاته بأصول تقارب المليار دولار ، ومؤسس لعدد من أقوى الكيانات الإقتصادية التي تحتوي على عشرات العلامات التجارية وآلاف الموظفين.