1258م

1258م

في يوم من أيام سنة «1258م» استيقظت الأمــة الإسلاميـة على فاجعـ.ـة سقوط «بغداد» حاضــرة الخلافــة «العباسية» ومقتـ.ـل آخــر خليفــة عباسي «المستعصــم بالله» وأصيـبـت القلوب بالصدمة، فعجــزت الألسن عن وصف هــول المجـ.ـازر



والجـ.ـرائـ.ـم التي سطّرها «التتـ.ـار المغول» السفاحـ.ــون في المنطقة، حيث اكتسـ.ـح اللون الأحمـ.ـر المشهد، وقُتـ.ـل أكثــر من مليون شخص، وتغير لون النهــر لحجم الـ.ـدم المسفــ.ـوك وحجم حبر الكتب المهـ.ـدورة وهُدمـ.ـت معالم حضارة بزغت لعقود بشكل لم يسبق له مثيل

تفشـ.ـى شعــور اليـأس بين المسلمين وتحطمــت الآمـــال في محنـة «التتار» لكن القدر كان يخبئ لهذه الأمة صناعة مجـــد عجيب، ففي الجانب الآخــر من الخريطــة حيث كانــت قبيلة «الكايي» التركية المسلمة تحتضن مولودهـ،ا الجديد في نفس هذا اليوم الكارثـ.ـي، في خيمة زعيـم القبيلة «الغازي أرطغـرل بن سليمـــان شاه» وزوجتــه «حليمة خاتـون» سمــاه والـــده باســم «عثمان» تيمنًا باسم الخليفة الثالث وأحـــد المبشريــن العشرة بالجنة «عثمــان بن عفان» رضي الله عنه

لم يكن يعلم «أرطغرل» يومئذ أن أصغـر أبنائه سنًا «عثمــان» سيقترن اسمه بقيامة دولة إسلامية متراميـ.ـة الأطــراف تعيد للخلافة التي اندثرت في بغداد أمجادها، وتسجـل أحـــد أروع سير بنـــاء الدول في تاريــــخ المسلمين، وتنـــال شــرف فتـح «القسطنطينية» عاصمـــة الروم «البيزنطــي» كما نبأنـــا بذلك «رسـول الله» صلى الله عليه وسلم،

وهــو ما سيُحدِث انعطافة تاريخية عالميـــة بنهايــة العصــور الوسطى وبداية العصور الحديثة بحسب المؤرخين.



دولة يدوم ملكها لـ 6 قرون متواصلة تترامى أطرافهــا شمــالًا وغربًا في أوربا وتملك بلاد القرم ومحيط البحر الأسود وبــلاد القفقاس وأوربـــا الشرقيــــة وبلاد البلقان، وتصــل إلى وسـط النمسا وشمال إيطاليا، فكانت أول دولة مسلمــة في التاريـــخ الأوربى تصل بجيوشها الجرارة إلى قلب أوربا وتنعطف جنوبًا لتملك الشام والعراق والحجاز واليمن ثم وسط شمال إفريقيـا وأكثر جزر البحر الأبيض المتوسط، وتستلم مفاتيح مصر وتستلم معها مقاليد الخلافــة من آخـــر الخلفاء الرمزيين لبني العباس الذين كانوا في «القاهرة» في كنف دولة «المماليــك» سنة 922هـ وتزدان بتاريخ ماجد جمع شتات المسلمين تحـت رايتها، رايـــة الجهـ.ـاد التي شقـ.ـت الأرض دفعًــا وطلبًــــا في مواجهة دول وممالك أوربا الذين ورثوا راية الروم بعد سقوط القسطنطينية.