فيودور دوستويفسكي
في عام 1845 نشر الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي أولى رواياته "المساكين"، وبمجرد نشر الرواية أصبح الشاب ذو الأعوام الأربعة والعشرين حديث المجتمع الروسي بأكمله،
وفرض اسمه على ساحة الأدب.
لكن الشاب لم يكن بعد قد ملأ خزان وعيه بالنضج الكافي كي يستثمر هذا النجاح بالشكل الأمثل،
قد يعجبك ايظا:
اغتيال الملك فيصل الله يرحمه.
في صباح يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول 1395هـ الموافق 25 مارس 1975م، كان الملك فيصل يستقبل زواره بمقر رئاسة الوزراء بالرياض، وكان في غرفة الانتظار وزير النفط الكويتي الكاظمي، ومعه وزير البترول السعودي أحمد زكي يماني. ووصل في هذه الأثناء الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز(اخو الأمير خالد بن مساعد والشاعر عبدالرحمن بن مساعد)، ابن شقيق الملك فيصل، طالبا الدخول للسلام على عمه. |
و ماهي إلا فترة قصيرة انجرف إلى محيط السياسة، وصار حاضرًا بقوة في المشهد الاشتراكي،
وكان مِن أشد المؤيّدين لتحرير الفلاحين المملوكين إقطاعيًا، ويشجّع على قيام ثورات للفلاحين.
وفي إبريل 1849 تم القبض على دوستويفسكي ومعه 23 عضوًا من زملائه في التنظيم، واقتيدوا إلى السجن للمحاكمة.
مكث الأديب الشاب في السجن ثمانية أشهر قبل أن يوقظوه ذات صباح كي يسمع ومَن معه الأحكام الصادرة ضدهم،
ولأن الأحكام في مِثل هذه القضايا لا تتجاوز الأشهر فقد بدا لهم أن المحنة ستنجلي قريبا.
حملوهم في سيارة إلى إحدى ساحات موسكو، ووجدوا في منتصف الساحة منصّة إعدام مغطاة بقماش أسود، وحولها الآلاف جاءوا ليروْا تنفيذ الحكم!
لم يصدِّق دوستويفسكي عينيه، هل مِن المعقول أن يتم تنفيذ حُكم الإعدام فيه وفي مَن معه؟ إنه أمر لم يخطر أبدا على ذهن أكثرهم تشاؤما!
وبعد لحظات مِن الانتظار الثقيل، جاء الضابط ليتلو الحكم عليهم: "كل المتهمين مدانون بالسعي للإطاحة بالنظام القومي، وقد حُكِم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص".
خيّم الصمت على دوستويفسكي وزملائه، إلا صوت نحيب بعضهم، وهم غير مصدّقين أن نهايتهم قد دنت بهذه السرعة الجنونية.
قد يعجبك ايظا:
أعلى معدل سجن في العالم.. 1 من كل 25 مسلمًا إيغوريًّا تعتقله الصين
كشفت بيانات مسربة أن نحو 1 من كل 25 شخصًا في قلب مقاطعة الإيغور بالصين سُجن بتهم متعلقة بالإرهاب، بما يمثل أعلى معدل سجن معروف في العالم. |
أُعطي السجناء أقنعة، وتقدَّم أحد الكهنة كي يقرأ عليهم الشعائر الأخيرة، ووقف الرجال بعدما أسدلت الأغطية على وجوههم،
ورفع الجنود بنادقهم وصوّبوها نحوهم،
وقبل أن يُعطى الأمر بتنفيذ الحكم وصلت عربة مسرعة إلى الساحة، وترجل منها رجل يحمل مغلفا، و الذي حوى حكمًا نهائيًا بتخفيف العقوبة،
بقضاء أربع سنوات مِن الأشغال الشاقة في سجون سيبريا، يتبعها فترة خدمة في الجيش.
وكانت هذه اللحظة هي البداية الحقيقية لأسطورة دوستويفسكي، ويسجّل هذه اللحظات في الرسالة التي بعثها إلى أخيه يقول فيها:
"حين أنظر إلى الماضي، إلى السنوات التي أضعتها عبثا وخطأ، ينزف قلبي ألمًا، الحياة هبة.. كل دقيقة فيها يمكن أن تكون حياة أبدية مِن السعادة! فقط لو يعرف الأحياء هذا، الآن ستتغيّر حياتي، الآن سأبدأ من جديد".