الذكرى 62 لأوّل انقلاب في تركيا،

الذكرى 62 لأوّل انقلاب في تركيا،

أردوغان الجمعة 27 ماي 2022 بمناسبة الذكرى 62 لأوّل انقلاب في تركيا، ومن مركز عدنان مندريس للمؤتمرات بجزيرة الديمقراطيّة والحريّات التي أعدم فيها عدنان يقول : لن يزول العار عمّن أعدم مندريس حتى بعد 600 عام.



في مثل هذا اليوم 27 ماي من العام 1960 نفّذت قوى الاستئصال العلماني المعسكر انقلابها الأوّل في تركيا، استهدفت به عدنان مندريس أوّل رئيس وزراء منتخب في تركيا، كانت تصريحات عدنان لرفاقه المقرّبين تؤكّد أنّه يترقّب خصومه في عمل إجرامي وأنّه يسابق الزّمن قبل أن يصلوا إليه، يعمل على إحداث مصالحة بين تركيا وبين هويّتها، وأنّه يسارع من أجل رفع أقصى ما يمكن من الظلم المسلّط على التديّن والحجاب والقرآن والشّعائر واللّغة العربيّة...

تمكّن مندريس من الصمود أمام محاولاتهم الاستئصاليّة طوال عقد من الزّمن، فمن العام 1950 إلى 1960 فعلوا كلّ مشين من أجل الإطاحة بعدنان بغير سبيل الانقلاب، خرّبوا الاقتصاد تآمرا على علاقات تركيا الدولية عطّلوا الإنتاج عطلوا التصدير.. وفي الأخير نفّذوا انقلابهم وكانت حجّتهم التي صدّروها في محضر التهم " اهتمامه بإرضاء مشاعر الفلّاحين الدينيّة ما أدّى إلى ظهور تيّار ديني مطالب بخلط الدين بالسياسة وعودة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلاميّة وكاد أن يطيح بالأتاتوركيّة".

انقلبوا عليه ثمّ قاموا بإعدامه بأشرف تهمة أشرقت عليها الشّمس، لقد دشّن عدنان المعركة التي تأخرت كثيرا من أجل أن تصل تركيا إلى الحرية وقد وصلت، فكيف وصلت؟! وصلت بالحبل الذي تدلّى ذات 17 سبتمبر 1961 من رقبة عدنان مندريس، وصلت بالعمر الذي أفناه نجم الدّين أربكان في مصارعة الأفاعي، وصلت بدموع الشّيخ الذي حفر الأرض ليستخرج مكتبة والده الإسلاميّة التي دفنها في الثلاثينات على أمل أن تسمح الفرصة ويستخرجها ومات ولم يستخرجها، بل مات ولم يسمع الأذان بالعربيّة ولم يحضر درسا ولا استمع إلى تلاوة من الذكر الحكيم...

الذكرى 62 لأوّل انقلاب في تركيا،

وصلت بالأحرار والحرائر الذين كتموا إيمانهم وخصّبوه ورعوه وتعهدوه في قلوبهم وفي خلواتهم، وصلت بالشّباب الذين حفروا دهاليز تحت الأرض يقرؤون فيها القرآن بالعربيّة ويتعبّدون ويتبادلون المواعظ، حتى إذا اكتشفتهم محاكم تفتيش أتاتورك دفعوا أعمارهم في سبيل موعظة في حفرة... ثمّ فتح الله لتصبح الحفرة مساجد شامخة باسقة.... ثمّ توسّع الله في نعمه فسُدّت الحفرة وفُتحت آيا صوفيا.



ثمّ كتب الله أن يكون عدنان مندريس ومرجعيّته الإسلاميّة أوّل كاسحة تفتتح معركة الحريّة مع الجيش العلماني المتطرّف ونخبة الكراهية المتذيّلة، كما كُتب (إن شاء الله) أن يكون رجب طيّب أردوغان آخر كاسحة تجهز على بقيّة العقل الإنقلابي وتمكّن للمدنيّة والحريّة على حساب العسكرة والدكتاتوريّة.

ثمّ مــاذا؟ ثمّ و{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون}.