استخدمه القدماء لعلاج الأمراض واعتمدته كليوباترا للحفاظ على بشرتها.. فوائد صادمة لـ”حليب الحمير”

قد يبدو “حليب الحمير” وافداً جديداً -وربما غريباً- إلى سوق الحليب، لكنه في الواقع موجود ومستخدم منذ آلاف السنين.



في السنوات الأخيرة، بات الحليب شائعاً مرة أخرى مؤخراً خاصة في أجزاء من أوروبا حيث يجذب كل من عشاق الطعام المغامرين الذين يرغبون في تجربة أطعمة ومشروبات جديدة، وكذلك أولئك الذين يهدفون إلى تناول الأطعمة الطبيعية ذات الفوائد الصحية.

دعنا نعرفك على فوائد حليب الحمير واستخداماته المتنوعة في المجال الغذائي والطبي والتجميلي.

يشبه حليب الثدي واستخدمه الأقدمون طبياً وتجميلياً

لحليب الحمير تاريخ طويل من الاستخدامات الطبية والتجميلية. وبحسب ما ورد استخدمه أبقراط كعلاج لالتهاب المفاصل والسعال والجروح. يقال إن الملكة البلطيمية المصرية



كليوباترا حافظت على بشرتها الناعمة والرقيقة عن طريق استخدامها لحمامات حليب الحمير.

كما أن له خصائص مضادة للميكروبات ويستخدم كعلاج طبي شعبي للعدوى، بما في ذلك السعال الديكي والفيروسات في أجزاء من أفريقيا والهند.

مقارنة بالحليب من حيوانات الألبان الأخرى مثل الأبقار والماعز والأغنام والجاموس والإبل، يشبه حليب الحمير إلى حد كبير حليب الثدي البشري. في الواقع، تم استخدامه لأول مرة في القرن التاسع عشر لإطعام الأطفال الأيتام.

يستخدم كحليب للرضع وفي صنع الشوكولا



على مر الأيام أصبحت تربية الحمير أكثر شعبية. ومع ذلك، فإن معظم المزارع صغيرة الحجم تضم من 5 إلى 30 أنثى حمار. ينتج كل منها حوالي لتر واحد من الحليب يومياً. وبالتالي، يصعب العثور على الحليب إلى حد ما ويعتبر عنصراً خاصاً بالمزارع، كما ورد في موقع Science Direct.

يباع حليب الحمير الخام عادة في المزارع التي تربى فيها الحمير وقد تبيع بعض المزارع الكبيرة حليب الحمير المبستر.

إنه متاح على نطاق واسع كحليب مجفف ومكون رئيسي في بعض ألواح الشوكولاته المستوردة من أوروبا. أما في إيطاليا، حيث يحظى بشعبية خاصة، يتم استخدام حليب الحمير في بعض تركيبات الرضع و كغذاء طبي.

قليل الدسم وغني بالكربوهيدرات والعناصر الغذائية

من الناحية التغذوية، يشبه حليب الحمير حليب الثدي البشري وحليب البقر. يوفر الفيتامينات والمعادن جنباً إلى جنب مع البروتين، كما ورد في موقع United States Department of Agriculture.

يحتوي على نسبة دهون أقل من باقي أنواع الحليب وبالتالي سعرات حرارية أقل مما يجعله خياراً صحياً أكثر. ويحتوي على فيتامين د أكثر من أنواع الحليب الأخرى. كما تأتي معظم السعرات الحرارية في حليب الحمير من الكربوهيدرات التي تكون على شكل لاكتوز.



يأتي معظم البروتين الموجود في حليب الألبان من الكازين ومصل اللبن. الكازين هو البروتين الذي يتفاعل معه معظم الأشخاص الذين يعانون من حساسية من حليب البقر. حليب الحمير مشابه لحليب الثدي البشري من حيث أنه منخفض في الكازين وأعلى في مصل اللبن ولذلك يحتوي على مركبات يمكن أن تمنع نمو الفيروسات والبكتيريا.

أثبتت الدراسات المخبرية أن حليب الحمير يمنع انتشار البكتيريا، بما في ذلك Listeria monocytogenes و Escherichia coli و Staphylococcus aureus.

لا يسبب الحساسية ويدعم نظام المناعة ويخفض ضغط الدم

وجدت دراسة إيطالية تمت على 81 طفلاً يعانون من حساسية من حليب البقر أن جميعهم كانوا قادرين على شرب حليب الحمير دون أي تفاعل سلبي. يسمح تبديل حليب الحمير بزيادة الوزن والطول بشكل منتظم. ولكن إذا كنت تعاني من حساسية معروفة، فاستشر الطبيب قبل تناوله.

أظهرت دراسة مخبرية أن حليب الحمير يحتوي على اللاكتوز الذي يساعد جسمك على امتصاص الكالسيوم، وهو أمر مهم لعظام قوية. كما أشارت الدراسة نفسها أن للحليب القدرة على تعزيز إفراز السيتوكينات، وهي بروتينات تحفز جهاز المناعة.

كما أنه يتسبب أيضاً في إنتاج الخلايا لأكسيد النيتريك، وهو مركب يساعد في تمدد الأوعية الدموية. يمكن لأكسيد النيتريك تحسين تدفق الدم إلى الأوعية الدموية، مما يؤدي بدوره إلى خفض ضغط الدم.



مكون رائع لكريمات ترطيب الجلد ومكافحة الشيخوخة

حليب الحمير هو أكثر من مجرد مادة غذائية. إنه معروف جيداً لاستخدامه كعنصر في مستحضرات التجميل. في الواقع، من المحتمل أن تجده أكثر بكثير في كريمات ترطيب البشرة وصابون الجلد وشامبو الشعر مقارنة بمشروبات حليب الحمير. البروتينات الموجودة في حليب الحمير لها القدرة على جذب الماء والاحتفاظ به، مما يجعله مرطباً ممتازاً.

تعمل بعض البروتينات الموجودة في حليب الحمير أيضاً كمضادات للأكسدة، بما في ذلك تلك الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس، وبالتالي توفير فوائد مكافحة الشيخوخة.

قليل التوفر وباهظ الثمن

أكبر عيب في حليب الحمير هو سعره وتوفره. نظراً لأن عدد مزارع ألبان الحمير وحجمها محدودان ، فإن إنتاجها وبيعها مكلف وبالتالي يصعب الحصول عليها. يوجد في أوروبا بعض الشركات المصنعة الكبرى التي تبيع الحليب في شكل مسحوق، ولكن قد يكون شحنه إلى الخارج مكلفاً.



عيب آخر محتمل هو أن معظم المزارع الصغيرة تبيع حليب الحمير الخام فقط، وشرب الحليب غير المبستر ينطوي على خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء. لذلك إذا كنت ترغب في تجربة حليب الحمير في صورة سائل أو مسحوق، فابحث عن الحليب المبستر. أو قم بتسخين الحليب الخام إلى درجة مئوية على الأقل لمدة 15 ثانية قبل شربه لقتل أي مسببات الأمراض. ويجب على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز تجنب حليب الحمير أو الحد منه.