“إمبراطور الأتوبيس” عبد اللطيف ابو رجيلة
عبد اللطيف ابو رجيلة او “امبراطور الأتوبيس”. والذي ارتبط اسمه بالعصر الذهبى لأتوبيسات النقل العام بالقاهرة وهو احد أشهر رجال الاقتصاد والأعمال منذ الأربعينيات وحتى الستينيات. هو ابن مدينة إسنا الصعيدية، المولود في أم درمان في السودان. تلقى تعليمه بالقاهرة. فالتحق بمدرسة السعيدية، ثم مدرسة التجارة العليا، وبعد تخرجه التحق بالعمل فى بنك مصر . كان أبورجيلة يعتبر نفسه تلميذاً في مدرسة طلعت حرب. واستفاد كثيرا من تجربته الاقتصادية.
أداة مشاركة الملفات.
استخدم هذا الرابط المجاني البسيط لمشاركة الملفات مع الجميع حول العالم. لا حاجة للتثبيت. لحمايتك من السلوك الضار للتطبيقات المثبتة. ما عليك سوى تحميل ملفاتك وإرسال الرابط إلى الأشخاص الذين تريد مشاركة ملفاتك معهم. يمكنك مشاركة هذه الصفحة لدعمنا في تقديم المزيد من الخدمات المجانية لك. شكرًا لك!
|
سافر ابو رجيلة إلى لندن وروما. وزار العديد من الشركات والوكالات التجارية. وعقب عودته إلى مصر استقال من بنك مصر، ليشق طريقه فى مجال الأعمال .دخل “أبورجيلة” مجال الاستيراد والتصدير، برأسمال قيمته 34 جنيهًا. واشترى آلة كاتبة ومكتبًا وطوابع بريد وعيّن موظفًا يعينه في أعماله. وذلك بمرتب لا يزيد على 5 جنيهات في الشهر. لينطلق في مشروعه الجديد.
فى البداية عمل فى توريد الحاصلات الزراعية وتوسع فى أعماله بإيطاليا محققا نجاحات رائعة. واستطاع ان يكون ثروة طائلة، ولكنها ضاعت فى غارات الحرب العالمية الثانية، فكانت ثروته كميات كبيرة من البضائع بالموانئ الإيطالية. لم ييأس ابو رجيلة وبدأ مرة اخرى من الصفر. عاش فى إيطاليا عدة سنوات تزوج خلالها من سيدة تنتمي لأسرة مصرية تُدعى “لندا”. لكن لم ينجبا، وعاد إلى مصر للمرة الأولى عام 1949، واشترى قطعة أرضٍ في وسط القاهرة مساحتها 6 آلاف متر، وكذلك مزرعة بمساحة 400 فدان في عين شمس.
وبعد أشهر من قيام ثورة يوليو 1952 عاد “أبورجيلة” إلى إيطاليا، لكن استدعاه عبداللطيف البغدادي، وزير الشؤون البلدية عام 1954، وطلب منه أن يتولى أتوبيس القاهرة.
وعلى الفور بدأ “ابو رجيلة” فى تنفيذ مهمته. وقام باستيراد 400 سيارة أتوبيس فاخرة تقدم خدمة راقية بمواعيد منضبطة ومنتظمة. وأدخل خدمة الراديو فى الأتوبيسات. ليصل أتوبيس القاهرة تحت إدارة “أبورجيلة”، إلى مستوى غير مسبوق. وكان ينقل ١٣ مليون راكب شهريًا من خلال شركة تضم ٤ آلاف موظف . كان أبورجيلة يتخفى ويركب الأتوبيس على الاقل مرة واحدة كل شهر. لمراقبة نظام العمل. وليرى بنفسه كيف يتعامل موظفي شركته مع الركاب. واحتد ذات مرةٍ على سائق تجاوز محطة من المحطات المقرر له حتى يقف فيها. كانت أنظف حافلات في مصر، كما نراها في الافلام القديمه.
بنى أبو رجيلة ثلاث جراجات حديثة للأتوبيسات عند مدخل القبة وعند نفق الجيزة. وفى بولاق أبو العلا مزودة بورش الصيانة ومحطات التشحيم.وأنشأ مصنع لتيل الفرامل واليايات . وكان قد أوصى عام 1956 بضرورة تنفيذ مترو الانفاق وكان سيتكلف 6 ملايين جنية. وبالفعل كانت هذه الفترة هى العصر الذهبى للنقل العام بالقاهرة .تولى “أبورجيلة” رئاسة نادي الزمالك في 1956. حصل النادي على بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه منذ ان نشأ عام ١٩١١. وقد تبرع ابو رجيلة من ماله الخاص لبناء مقره في ميت عقبة عام 1958.
ولهذا الرجل مواقفه الوطنية:
قد يعجبك ايظا:
عصر الهواتف الذكية يتلاشى.. ما هو النظام التكنولوجي التالي؟
ذكرت صحيفة |
– عقب حرب فلسطين 1948 لم يتردد ابو رجيلة فى تقديم الدعم للجيش المصري. وعندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي عام 1956، بادر إلى وضع حافلات شركته تحت تصرف القوات المسلحة. وتكفل بمسؤولية تموينها ودفع أجور سائقيها . وعندما طلبت منه وزارة الحربية تمويل صفقات الأسلحة التى كان الحظر مفروضا عليها بعد حرب 1956. استجاب أبو رجيلة للطلب.
وعلى الرغم من كل ما تحمله مواقف ذلك الرجل من وطنية وحب شديد لبلده. وانه يضع المصلحة العامة فوق مصالحه الشخصية. إلا انه كان من ضمن الاشخاص الذين عصفت بهم قرارات التأميم. ليتم تحويل شركة الأتوبيس الخاصة به إلى ( هيئة النقل العام بالقاهرة) عام1961. ليترك ابو رجيلة بعدها مصر. ويعود إلى إيطاليا .وفي منتصف السبعينيات يعود “ابو رجيلة” مرة اخرى إلى مصر. ليعيش بقية عمره