أكرم رجلٍ رأيته.
روى ابن كثير في البدايةِ والنهاية،
أنه لمَّا أفضتْ الخِلافة إلى بني العباس، اختفى رجالٌ من بني أُمية منهم إبراهيم بن سُليمان، ولم يزلْ مُختفياً حتى أعطاه أبو العباس السَّفاح أماناً،
قد يعجبك ايظا:
قصة العيش والملح.
دخل رجل غريب الى مطعم في الشام وطلب رغيف خبز أكل نصفه وترك النصف الأخر وخرج وفي كل يوم كان يفعل ذلك فانتبه اليه رجل شامي فسأله بكل ادب لماذا تأكل نصف الرغيف وتترك نصفه في كل يوم ومن اين انت فقال الرجل انا من بغداد ودرت بلادا ولم اجد من يحفظ الخبز والملح فانا اكل نصف الرغيف ولا اجد من يستأهل ان يأكل نصفه الثاني قال له الرجل الشامي انت اليوم معزوم عندي وجاء الموعد وكان الشامي يعيش في بيته مع امه وابنة عمه التي يحبها وعلى وشك الزواج بها وطرق البغدادي الباب ففتحت ابنة عم الشامي ففتن بها البغدادي وبعد الغداء قال البغدادي للشامي اريدان استحلفك بالخبز والملح ان لأترد طلبي من الفتاة التي فتحت الباب قال ابنة عمي فقال اريد الزواج منها فقال الشامي هي لك. |
وأدناه منه لِما كانَ فيه من علمٍ وأدب،
وفي ذات يوم قالَ له السَّفاح: يا إبراهيم قد لبثْتَ زماناً مُختفياً منا، فحدِّثني بأعجبِ شيءٍ كانَ في اختفائك!
فقالَ له إبراهيم: خرجتُ إلى الكوفة متنكراً، فلقيتُ في الطريقِ رجلاً حسن الهيئة، وهو راكب فرساً ومعه جماعة من أصحابه. فلمَّا رآني مُرتاباً قالَ لي: ألكَ حاجة؟
قلتُ: غريبٌ خائفٌ من القتل!
فقالَ لي: ادخُلْ داري!
وأكرمَ ضيافتي، وأقمتُ عنده طويلاً فمَا سألني مَن أنا، ولا ما حاجتي! وكانَ كل يوم يخرجُ صباحاً ويعودُ مساءً كالمُتأسِّفِ على شيءٍ فاته!
فقلتُ له: كأنكَ تطلبُ شيئاً؟
فقال: نعم، إبراهيم بن سُليمان قتلَ أبي، وقد بَلَغَني أنه مُتَخَفٍّ وأنا أبحثُ عنه!
فضاقتْ بي الدنيا، وقلتُ في نفسي: قادتني قدماي إلى حتفي!
ثم قلتُ له: هل أدلكَ على قاتلِ أبيك؟
فقال: أوتعرفه؟
قلتُ: نعم، أنا إبراهيم بن سُليمان!
فتغيَّرَ لونه، واحمرَّتْ عيناه، وسكتَ ساعة، ثم قال: أمَّا أبي فسيلقاكَ يوم القيامة عند حاكمٍ عدل! وأمَّا أنا فلا آمن عليكَ من نفسي، ولا أُريد أن أقتلَ ضيفي!
ثم قامَ إلى صندوقٍ له، وأخرجَ منه صرةً من الدراهم،
أداة مشاركة الملفات.
استخدم هذا الرابط المجاني البسيط لمشاركة الملفات مع الجميع حول العالم. لا حاجة للتثبيت. لحمايتك من السلوك الضار للتطبيقات المثبتة. ما عليك سوى تحميل ملفاتك وإرسال الرابط إلى الأشخاص الذين تريد مشاركة ملفاتك معهم. يمكنك مشاركة هذه الصفحة لدعمنا في تقديم المزيد من الخدمات المجانية لك. شكرًا لك!
|
وقال: خُذْها، واستَعِنْ بها على اختفائك، فإنَّ القوم أيضاً يطلبونك!
فهذا أكرم رجلٍ رأيته يا أمير المؤمنين!