هل دس السلطان سليم الأول السم لوالده؟
تتهم بعض المصادر ذات الروايات الضعيفة السلطان سليم بتسميم والده بايزيد الثاني حتي يضمن عدم رجوعه الى السلطة ..وهذه واحدة من دسائس غير المسلمين التي روجها البزنطينيون واليونانين والتي أخذوا رواياتها عن ناس غير مسلمين أمثال "بجوي ، وشمعداني زاده"
كل من يهتم بتاريخ الدولة العثمانية يعلم أن السلطان سليم الأول أعتلى عرش السلطنة في ظروف صعبة جدًا تحيط بالدولة خارجيًا وداخليًا.
وكان من المحتم أن تُتخذ التدابير اللازمة للحفاظ على الدولة خاصة وأن بوادر "تشيع" الأناضول بات يلوح في الأفق.
A lire aussi:
بعد السّيارات والطّائرات المسيّرة.. قوارب ذكية ذاتية القيادة ستحدث ثورة في النقل البحر. فيديو.
أصبح من الشائع الآن ومن الطبيعي جداً اليوم أن نسمع عبارة السيارات ذاتية القيادة، أو الطائرات بدون طيار، فقد نالت اهتماماً واسعاً جداً، ويتم اختبار الأدوات اللازمة لجعلها حقيقة واقعة بشكل مكثف من قِبل بعض أكبر شركات التكنولوجيا. في المقابل، نادراً ما نسمع عن القوارب ذاتية القيادة، إذ لم يُتبع هذا المسار في الصناعة البحرية كثيراً، لكنه موجود، وأصبحت له العديد من التطبيقات. |
في 28 محرم 918هـ الموافق 24 أبريل 1512 أعتلى السلطان العرش وقام بتوديع والده الذي رغب في إكمال حياته في راحة في "ديماطوقه".
حيث كان السلطان بايزيد الثاني رجل روحاني ومتدين بشدة وكان الشعب يطلق عليه لقب "السلطان الولي" وقد سار السلطان سليم بجوار فرس والده مترجلًا. وأبدى كل مظاهر الاحترام لوالده أثناء توديعه.
وتذكر المصادر التاريخية أن السلطان سليم قال لحاكم "القرم" عندما وعده هذا بمساعدته ضد أخيه: "لم أت إلى إسطنبول حبًا في السلطنة بل لكون والدنا مريضًا مسنًا، وكونه قد أحال كل الأعمال للوزراء وقد أنتهز أعداؤنا هذه الفرصة فأوقدوا نيران الفتن والثورات أما أشقائي فقد أتبعوا أهوائهم وهم غير قادرين على دفع بلاء الأعداء. إن غايتنا هو حفظ وصيانة الدين والدولة غير أن بعض رجال العلم بذروا بذور الشقاق بيني وبين والدي."
وبناء على هذا الكلام فإنه يصعب تصور أن يقوم صاحبه بتسميم والده، ولكن ما هي الآراء المطروحة حول هذا الموضوع؟
1- ورد في بعض المصادر العثمانية أن السلطان بايزيد مرض بشدة وهو في طريقه إلى "ديماطوكيا" وتوفى وتقول مصادر أخرى أن تقدمه في السن والمشاكل الشائعات والفتن والدسائس الكثيرة التي عاشها أوهنته كثيرًا فلم يستطع تحمل المزيد وقد بلغ من العُمر 67 عامًا فتوفى.
A lire aussi:
قصة الشاب المسلم الذي علم الملكة فيكتوريا لغة الإسلام في الهند
أي إنسان في هذا الكون له الحق في اختيار هواية أو اختيار صديق، وإذا فعل فغالبًا لن يلتفت له من حوله، أو يضعوه تحت المنظار من أجل تلك الصداقة أو الهواية، ولكن حين يخص الأمر الأسر الملكية فالوضع يختلف. |
2- قال بعض المؤرخين العثمانيين مثل "هزارفن حسين أفندي" و "كاتب چلبي" أن السلطان أستُشهد ولكن دون تعيين وتوضيح سبب هذه الشهادة وربما كانوا يقصدون بهذه الشهادة الشهادة المعنوية.
3- قال مؤرخون آخرون أمثال: "منعم باشي" أن السلطان بايزيد مات مسمومًا دون أن يذكروا أن السلطان سليم له ضلوع في هذا الأمر من قريب أو من بعيد.
4- قلة من المؤرخين من أمثال: "بجوي" و "شمعداني زاده" رووا بأن السلطان سليم خاف أن يرجع والده إلى السلطنة مرة أخرى لذا أمر بدس السم له.
وتلقف المؤرخون اليونانيون والبيزنطيون هذه الرواية الضعيفة ولم يدخروا جهدًا في كيل هذه التهمة للسلطان.
تعتبر أصدق مصدر تاريخي لهذه الحادثة - حسب رأي المؤرخ الدكتور أحمد آق گوندوز - هو ما جاء في رسالة الأمير "أحمد" الأخ الأكبر للسلطان سليم ومنافسه الأول على العرش للسلطان المملوكي والمحفوظة في أرشيف قصر "الطوب قاپي" في إسطنبول فقد ذكر فيها أن والده مرض في منطقة "قارلي دره" ثم توفى.
A lire aussi:
دليلك إلى الفقر .. 10 عادات مالية سيئة تهدر بها الكثير من أموالك
هناك عادات مالية سيئة التي يمارسها الانسان وتكون سبباً في خسارة الكثير من المال ومن ثم الاقتراض ثم الفقر. ترك المصابيح مضاءة إلى التدخين إلى ركوب السيارة أو قيادتها في حين أنك تستطيع المشي، جميع هذه الأمور وغيرها تبشرك بالإفلاس وخسارة الكثير من المال وربما الفقر. |
غير أن الشائعات أنتشرت بين الأهالي بأن السلطان سليم هو من دس له السم.
ومن الطبيعي في مثل هذه الأجواء السياسية المشحونة والمتوترة أن تنتشر هذه الشائعات فتلقفها بعض المؤرخين وروجوها على أنها حقائق وفسروها كما يحلو لهم.
ومن المؤرخين المعاصرين الذين يرفضون هذه الفرية "أوزون جارشلي" والمؤرخ "باك آلينلي".