هل تساءلت يوما عن قصة مدفع رمضان..؟

هل تساءلت يوما عن قصة مدفع رمضان..؟

كما هو معلوم فان عملية اطلاق مدفع رمضان عادة قديمة جدا في كل البلاد الاسلامية، تعلن على بدء الصيام والافطار خلال أيام شهر رمضان المبارك على وقع صوت طلقات المدفع،أو ما يحلو للبعض تسميته ب”مدفع رمضان “إلا أن البعض لا يعرفُ متى وأين بدأت قصة هذا التقليد الذي ارتبط ارتباطاً تاماً بالشهر الفضيّل .



رغـــــم تعدد الروايات التاريخية حول أصل “مدفع رمضان” وبداية ظهوره واستخدامه، إلا أن جميع المراجع تشير إلى أن أصل الفكرة كان مِصرياً، وأن ظهوره جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نيةٌ لاستخدامه لغرض إعلام الصائمين بحلول موعد الإفطار.

و يُحكى أن ظهور المدفع لأول مرة جاء عن طريق الصدفة في القاهرة أول شهر رمضان عام 865 هـ، عندما أراد سُلطانا مملوكيا أن يختبر مدفعاً جديداً، وأمر بتجربته، وتصادف وقت إطلاقه مع موعد أذان المغرب، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع بقصد إعلام الصائمين بحلول موعد الإفطار، فاستحسنوا الفكرة وشكروه على هذه البدعة الحسنة، مما شجع السلطان على استمرار تنفيذها بل وقرر إطلاق المدفع عند الإمساك.

فيما تشير روايات أخرى إلى أن “مدفع رمضان”، والذي يسمى أيضاً بـ”مدفع الإفطار”، استُخدم لأول مرة بالمصادفة في عهد الخديوي إسماعيل، عندما كان بعض الجنود يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفةٌ دوت في سماء القاهرة وتَصادف ذلك مع وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعتْ تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار، ومنذ ذلك الوقت يُستخدم المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسميّة.



وانتقل بعد ذلك التقليد من مصر في البداية إلى القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى الكويت عام 1907، ثم انتقل إلى أقطار الخليج كافة ووصل دول شمال افريقيا و إلى اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا..

و رغم تسارع الحياة العصرية لا يــــزال مدفع رمضان عالقا في أذهان المسلمين وبقي موروثا اجتماعيا يحلو به الشهر الكريم...