خبير اقتصادي عالمي يحدد العملة الأكثر ربحاً

خبير اقتصادي عالمي يحدد العملة الأكثر ربحاً

بعد أن وقعت معظم الدول النامية في الفخ الأمريكي المتمثل في ربط النفط بالدولار تمكن الأخير من الهيمنة على مجريات الأحداث الدائرة في العالم.



بعد أن وقعت معظم الدول النامية في الفخ الأمريكي المتمثل في ربط النفط بالدولار تمكن الأخير من الهيمنة على مجريات الأحداث الدائرة في العالم.

حيث بدأ الدولار الأمريكي بالسيطرة الكلية بعد أن رفعت الولايات المتحدة الأمريكية أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية.

والجدير ذكره أن الدولار الأمريكي من ناحية لا يوجد ما يثبت مقداره الحقيقي في السوق، إذ إن كمية الدولار الورقي الموجودة في العالم أكثر بكثير مما يعادلها من موارد أو يحميها كالذهب سابقاً.

وبذلك تبدأ أمريكا بصك النقد متى شعرت بالأزمة، حتى بدى حجم وهم النقود كبير للغاية.

ثم بدأت تمارس سياسات قمعية ضد كل من يعارضها أو يفكر في إنشاء تحالفات اقتصادية جديدة تحيِّد الدولار في تعاملاتها، وتتعامل بالعملات المحلية.



وما بعد الربيع العربي سقطت الهيمنة الأمريكية المطلقة على منطقة الشرق الأوسط، وبدت شريكاً في إدارة المنطقة بدلاً من الهيمنة المطلقة.

كما أنها استغلت حالة “انعدام الدولة” في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر لكسر أي تحالفات ضدها والاستفادة منها قدر الإمكان، وتعزيز دول الأقليات في هذه المناطق غير المستقرة لتمرير استراتيجياتها.

الدولار بعد قانون جاستا

جاء قانون “جاستا” ليرفع سقف السخط من إبقاء الدولار العملة المسيطرة على التبادل التجاري في العالم، إذ ردت المملكة العربية السعودية على هذا القرار ببدء التعامل باليوان الصيني بدلاً عن الدولار في أول عملية تنكر للعملة الأمريكية الأشهر في العالم.

وتعد الصين أكبر مستورد للنفط السعودي في العالم، بما يتجاوز 1.1 مليون برميل يوميًا، بنسبة تقترب من 15% من صادرات النفط السعودية للعالم إجمالاً.

اليوان الصيني في الصدارة

لقد بدأ “اليوان” الصيني إعادة التموضع وكسر الهيمنة المطلقة للدولار على النظام الاقتصادي، وهو ما يشهد إعادة ضبط التوازنات في النقد العالمي، وإن كان لانهيار الدولار انعكاسات خطيرة جداً على النقد العالمي والتنمية.



إذ إن حجم “وهم النقود” والسندات الحكومية الأمريكية المدعومة بالدولار سيحدث انفجاراً عالمياً اقتصادياً رهيباً إن لم يتم تخفيف الهيمنة تدريجياً.

وهذا ما يعنيه تراجع الدور الأمريكي بتراجع الدولار، وهذا ما تسعى أمريكا لتجنبه في ظل تحالفات دولية جديدة قد تصل إلى نظام مالي مختلط قريباً.

وتحدث خبير عن عملات بديلة للدولار وأكثر ربحية منه، ويأتي ذلك في وقت تتعرض فيه العملة الأمريكية لانتقادات، بسبب استخدامها من قبل واشنطن كأداة للعقوبات.

وقال المحلل، يفغيني “ميرونيوك”، في مؤسسة “فريدوم فاينانس”، إن “مؤشر الدولار انخفض إلى أدنى مستوى في 3 أشهر، إذ تمكن الاحتياطي الفدرالي (المركزي الأمريكي) من تهدئة الأسواق.

ولكن على المدى الطويل هناك مخاطر من ظهور عوارض أزمة في الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يساهم في زيادة الطلب على الدولار كعملة أقل عرضة للتقلبات والتضخم”.

ويتوقع المحلل أن العملة الصينية ستكون أكثر ربحية من نظيرتها الأمريكية في الفترات المقبلة.



وقال إنه خلال فترة انكماش الاقتصادي العالمي استمرت احتياطيات الصين من النقد الأجنبي في النمو، وكذلك اقتصادها، وفي ظل ذلك من الممكن ارتفاع اليوان الصيني بشكل كبير.

وعن العملات البديلة للدولار خلال الأزمات، أشار إلى أن الين الياباني مستقر مقابل الدولار، ولدى طوكيو أدوات مالية كافية لضمان الاستقرار.

وخلص المحلل إلى أن الين يعتبر “ملاذا آمنا”، كما أن العملة اليابانية تظهر استقرارا خلال فترات التقلب في السوق وأثناء التعافي الاقتصادي.

اليوان الصيني يواصل هيمنته الآسيوية مع انتعاش الصادرات وتدفقات شراء السندات

تحدى اليوان مجموعة كبيرة من المخاطر، ليتصدر ترتيب العملات الآسيوية حتى الآن هذا العام، ولا يوجد الكثير من العلامات على انتزاع عرشه في أي وقت قريب.



ارتفاع الصادرات والتدفقات الداخلة للسندات والعائدات الجذابة من تجارة الفائدة كلها تجادل لصالح المزيد من المكاسب في العملة الصينية. واحتمالات تحول هذا الوضع ضئيلة نتيجة تسعير الأسواق لتأثير خفض المحفزات الأمريكية بجانب احتمالية احتواء تداعيات أزمة الديون من مجموعة “إيفرغراند غروب”.

وقال كي غاو، استراتيجي العملات الأجنبية في “سكوتيا بنك”: “طفرة الصادرات الصينية ستستمر حتى الربع الأول من 2022، ما سيحفظ للدولة فائضها التجاري الكبير”. وأضاف أن العملة قد ترتفع إلى 6.20 يوان للدولار، وهو مستوى وصلت إليه من قبل في 2015، عندما خُفَّضت قيمتها، إذا كان هناك المزيد من التقدم في المفاوضات الأمريكية الصينية.

ومن المرجح أن يجذب اليوان القوي المزيد من التدفقات الداخلة ويعزز الطلب أكثر على العملة، وهو ما يدعم مبادرة بكين للترويج لاستخدامها عالمياً، ومع ذلك، فإنه يهدد بتقويض تنافسية الصادرات الصينية على المدى البعيد.