ريتشارد قلب الأسـد

ريتشارد قلب الأسـد
الرسم بالصورة من إبداع: Stefan KopinskiPRO.

ريتشارد قلب الأسـد هو أحـد الشـخصيّات التي كان لها تأثيرٌ كبيرٌ في التاريخ البشـريّ بأكمله، وعرف بريـتشارد الأول ملك إنجلترا، أو ريتـشارد الـرابع كـدوق نورماندي، وقد حصل على لقبه كريتشارد قلب الأسد قبل تتـويجه أيضاً كحاكمٍ لإنجلترا، وهذا بسبب سُمعته وإنجازاته الحـربيّة، وقد عُرِف بـ«ريتشارد قلب الأسـد» لدى المسـلمين والعـرب على وجه التحديد خلال الحروب الصليبيّة وصراعه مع صلاح الدين الأيوبي في رحلته لتحرير القدس وأراضي المسلمين من الاحتلال حسب زعمهم.



ولد ريتشارد في الثامن من سبتمبر لعام 1157 في إنجلترا، وقد كان الإبن الـشرعي الثالث لأبيـه الملك هـنري الثاني بعد أخويه الشرعيّين ويليام التاسع، وهنري الملك الشاب، ولذلك لم يكن أيّ أحدٍ يتوقّع منه الوصول إلى العرش على الإطلاق لترتيـبه المُتأخّـر في العـائلة الملـكيّة، لولا وفـاة أخـيه الأكـبر ويليام قبل ولادته وموت أخيه هنري الملك الشاب في حياة أبيه بعد أن توّجه أبوه ليشاركه في الحكم من صغره، وبذلك أصبح ريتشارد الابن الأكبر والوريث الشرعي لإنجلترا.

تحالـف ريتـشارد مـع فـيليب الثـاني ملـك فرنـسا، وبـعد هذا التحالف حاول ريتشارد الوصول إلى العرش فقام بالانضمام إلى حمـلة فيليب على إنـجلترا، وقاموا بهـزيمة والده الـملك هنري الـثاني في عـام 1189م، وتمّ تعـيين ريتشـارد خليفة لهنري الثاني، وبعد يوميـن من ذلك توفّـي هنري الثانـي، ثُمّ توّج ريتشارد دوقاً لنورماندي، وملكاً لإنجلترا.

خـلال الحمـلة الصـليبيّة الـثالثـة التـي قـادها ريتـشـارد على الأراضي المُقدّسة، أجبر صـلاح الدين الأيوبي ريتـشارد على الالتزام بهدنة مُـدّتها ثلاث سـنوات، فكان من شروط الهُـدنة هدم جميع قـلاع عسـقلان، والسـماح للحُجّـاج المـسيحيّـين بالدخول إلى القدس، وقد كان ذلك في عام 1192م..

بعد الهُدنة بدأ ريتشـارد برحلة الرجـوع إلى بلاده، ولكنّه أجبر بسبب الطقس السيء على النزول في كورفو التي كانت تابعة للبيزنطيّين، لكن بسبب الـخلافات فيما بينـه وبين البيزنطيّين اضطر ريتشـارد إلى الإبـحار مع مُرافـقيه خارجـاً من كـورفو، ولكنّ سفينته تحطّـمت خلال الرحـلة، وانتهى به المطاف بعد تحطّـم سفينـته إلى الأسـر عـلـى يـد دوق النـمسا، والذي قام بتسليـمه فيمـا بعد إلى الإمـبراطور الرومـاني هنري السادس، وقد طلب فـديةً عظيمةً مُقـابل إطـلاق سـراحه، فجمعت أمّه الفدية وأرسلتها له فتمّ تحريره في عام 1194م.



بعد مصارعات مع ملك فرنسا لاستعادة أراضيه التي كانت قد احتلت أثناء أسـره، وفي الخـامس والعـشرين مـن مارس عام 1199م، قـام أحد الجـنود برمـيه بـسهمٍ في كتفه أثناء تجوله في قـلعتـه وتفـقّده للجـنود مـن دون ارتـداء الـدرع، وقـد قام الطبيب الذي أخرج السهم من جسمه بطريقةٍ خاطئة، ممّا أدّى إلى تحوّله إلى غرغرينا، والتي أدّت إلى موته في السادس من أبـريل بين يـديّ والدته، وقد طـلب الملك قبـل وفاته أن يأتوه بقاتلـه فكـان صـبيّاً، ادّعى أنّ المـلك قـد قتل أباه وأخيه وأراد الانتقام، وقد سـامح ريتـشارد قاتله قبل الموت، وأمر بإعطائه مائة شلن، وتمّ إطلاق سراح الصبي.