هل كنت تتجسس على المستقبل منذ 700 عام؟!
من روائع ابن خلدون رائد علم الاجتماع العربي، أنه كتب في مقدمته الشهيرة في القرن الرابع عشر الميلادي:
"عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة تشرف الدولة على النهاية"
- وعندما تنهار الدول
يكثر المنجمون والمتسولون
والمنافقون والمدّعون..
والكتبة والقوّالون..
والمغنون النشاز والشعراء النظّامون..
والمتصعلكون وضاربوا المندل..
وقارعوا الطبول والمتفيهقون ( أدعياء المعرفة ) ..
وقارئوا الكفّ والطالع والنازل..
والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون..
تتكشف الأقنعة
ويختلط ما لا يختلط..
يضيع التقدير ويسوء التدبير..
وتختلط المعاني والكلام..
ويختلط الصدق بالكذب
You might like this:
خارج الصندوق : ثقافة تفكير
ما زال مصطلح خارج الصندوق يتردد على ألسن أصحاب الفكر والرأي وكذلك أصحاب القرار في المؤسسات ومن مختلف القطاعات والذي تبين بإن هذا المصطلح مرتبط بنمط التفكير الرامي إلى التفكير بطرق غير تقليدية نحو ترشيد وبناء الرأي أو القرار بطريقة تفكير تتسم بالخروج عن المألوف من حيث طرح المعطيات والتحليل والربط بين الأبعاد والاستنتاج وترتيب الخيارات ثم الوصول للقرار. ومن هنا نجد هذا المصطلح قد أصبح من المصطلحات الأكثر شيوعاً لدى من هم في موقع المسؤولية وصنع القرار بالدرجة الأولى إعتقاداً منهم بإن عملية إتخاذ القرارات هي نتيجة تفكير معمق تهتم بأدق التفاصيل والموضوعية لتمكينهم من ترجمة أفكارهم وتوجهاتهم بأفضل الطرق وبأفضل النتائج سعياً منهم لتحقيق بما يسمى بالقرارات النوعية بهدف التخلص من نتائج أنماط التفكير السطحي والتي أثبتت للجميع بإنها أنماط عفى عليها الزمان وولى والتي لا تعبر عن مهنية وفكر العمل المؤسسي. |
عندما تنهار الدول
يسود الرعب
ويلوذ الناس بالطوائف..
وتظهر العجائب وتعم الإشاعة..
ويتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق..
ويعلو صوت الباطل..
ويخفق صوت الحق..
وتظهر على السطح وجوه مريبة..
وتختفي وجوه مؤنسة..
وتشح الأحلام ويموت الأمل..
وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه..
ويصبح الانتماء الى القبيلة أشد التصاقا..
والى الأوطان ضربا من ضروب الهذيان..
يضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء..
والمزايدات على الانتماء.
You might like this:
أوكرانيا: صاروخ "نبتون" دمر الطراد "موسكفا".. وروسيا ترد
يستمر الجدل بين روسيا وأوكرانيا، بشأن غرق الطراد الحربي الروسي |
ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة..
وتسري الشائعات عن هروب كبير..
وتحاك الدسائس والمؤامرات..
وتكثر النصائح من القاصي والداني..
وتطرح المبادرات من القريب والبعيد..
ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته..
ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار..
ويتحول الوضع الى مشروعات مهاجرين..
ويتحول الوطن الى محطة سفر..
والبيوت الى ذكريات والذكريات الى حكايات."
رحمك الله يا ابن خلدون..
هل كنت تتجسس على المستقبل منذ سبعمائة عام؟