كيف صفّت الأنظمة العربية الفنانين الذين هددوا ‘هيبتها‘؟

كيف صفّت الأنظمة العربية الفنانين الذين هددوا ‘هيبتها‘؟

لم يكن الكتاب الأخير الذي أصدرته جانجاه عبد المنعم، شقيقة الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني (توفيت عام 2001 في لندن) بعنوان ‘سعاد.. أسرار الجريمة الخفية‘، مفاجئاً. أقلّه أنّ الكلام عن أنّ موت ‘السندريلا‘ كان عملية قتل، وليس سقوطا عن الشرفة، خرج إلى العلن بعد سنوات قليلة من موتها. في ما يلي نسترجع قصص بعض الفنانات العربيات اللواتي فقدن حياتهنّ، إما بسبب مواقف سياسية، أو تصريحات مستفزة في السياسة، أو حتى معرفتهن بأسرار مخابراتية أو سياسية.

سعاد حسني

القضية الأشهر تبقى قضية النجمة المصرية الراحلة سعاد حسني، التي ماتت عام 2001 في لندن، بعدما قالت الرواية الرسمية إنها سقطت من شرفة منزلها. لكن بعد أشهر من وفاتها، خرج اسم الرئيس السابق لمجلس الشورى المصري في عهد المخلوع محمد حسني مبارك، صفوت الشريف، إلى العلن فبدأت اتهامات تصدر من هنا وهناك تتهمه بالوقوف خلف قتل السندريلا. ثمّ جاء كتاب جانجاه عبد المنعم شقيقة حسني، واتهمت فيه بشكل مباشر صفوت الشريف بقتل سعاد حسني. وكشفت عن أنّ هذه الأخيرة كانت تسجّل صوتياً شرائط تضيء فيها على أسرار وجرائم مرتبطة بالشريف.



فضيلة مقلي، سحر

عام 1981 في عز الرعب الذي كانت تفرضه سرايا الدفاع التي أسسها رفعت الأسد، ألقيت قنبلة على الفنانة فضيلة المقلي المعروفة باسم سحر، وكانت زوجة الممثل السوري خالد تاجا، وذلك بعدما طلب منها أحد أعضاء السرايا أداء أغنية، فرفضت. فأعاد طلبه فرفضت ثانية، فاعتبر ذلك تحدياً لسلطة وهيبة السرايا فأطلق عليها وعلى الجمهور قنبلتين ما أدى إلى موتها وموت أكثر من عشرين سورياً.

صباح السهل

عام 1993، وبسرعة كبيرة أوقف الفنان العراقي الشهير صباح السهل لأنه شتم صدام حسين بعد إحدى حفلاته. اعتقل، وصدر حكم بإعدامه، وهو ما حصل، وذلك بسبب "التعرّض للدولة ورئيسها رموزها". وبعد إعدامه منع اسمه من التداول ومُنع بثّ أغانيه، ولم يعد اسمه إلى الواجهة إلا بعد سقوط نظام البعث العراقي إثر الاجتياح الأميركي للعراق، عام 2003.



معطوب الوناس

تتضارب الروايات حول مقتل الفنان الجزائري معطوب الوناس عام 1998. وبينما تذهب الرواية الأكثر ترجيحاً إلى قتله من قبل إسلاميين متطرفين، فإنّ معارضة الوناس للنظام الجزائري وقتها صوّبت أصابع الاتهام إليه، وإلى الجيش الجزائري. وما زاد من هذه الشكوك إعادة المحاكمة التي حصلت عام 2011، وحكم فيها على متهمين إسلاميين بتنفيذ الجريمة. يومها، ومع صدور الحكم، انسحبت عائلة الوناس من المحكمة متهمة القاضي بمعاقبة بريئين للتغطية على القاتل الحقيقي.