هل سنجوع؟.. فيديو
صحيح أن العالم شهد مجاعات على مدى السنين بسبب القحط والحروب والكوارث الطبيعية والبشرية، لكن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي شهده الإنسان منذ عقود أعطى انطباعاً أن زمن الجوع قد ولى إلى غير رجعة وأن المجاعة أصبحت من المستحيلات. لكن لو نظرنا إلى عالم اليوم لوجدنا أن ملامح الاضطرابات الاقتصادية والمعيشية القادمة لم تعد حكراً على البلدان النامية والفقيرة والمعدمة، بل بدأت تطال حتى البلدان والشعوب الغنية التي لطالما ظننا أنها في مأمن من المعاناة الإنسانية. والحديث عن الجوع في العالم العربي لم يعد مجرد تحذيرات إعلامية، بل بدأت الدول تباعاً تتحدث عن إفلاس حقيقي.
You might like this:
الماس وأسرار كوكبنا: أندر وأعمق أنواع الماس يكشف سراً عظيماً لداخل كوكبنا
إذا أردت معرفة كيف يبدو الماس الأكثر شهرة في العالم لحظة طفولته فعليك إعادة التاريخ لما يُقارب المليار سنة.ويمكنك أن تُلقي نظرة على ألماسة الأمل هوب دايموند Hope Diamond المُذهلة التي لربّما تكون ملعونة، ذلك الحجر الأزرق المدهش ذو عيار الـ 45 قيراط والمُتوضّع على شاشةٍ ثابتةٍ ودائمةٍ في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي Smithsonian National Museum of Natural History منذ عام 1958. |
وتقول التقارير الصحفية إنه بينما كان العالم يكافح لتجاوز تداعيات جائحة كورونا، والحد من آثار التغير المناخي، جاءت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لتضيف مزيدا من الغموض على مستقبل الاقتصاد العالمي. هذه التطورات دفعت أربع مؤسسات مالية واقتصادية دولية، مجتمعة، للتحذير من تداعيات هذه الحرب، خصوصا على الاقتصادات الضعيفة.
وأجمعت المؤسسات الأربع: البنك وصندوق النقد الدوليين، ومنظمة التجارة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، في بيان مشترك أن العالم أجمع مقبل على كوارث معيشية. واجتمعت الأزمات الثلاث: المناخ، وكورونا، والحرب في أوكرانيا، في وقت يغرق فيه عديد الدول العربية في أزمات مالية واقتصادية، تقربها يوما بعد يوم من حافة الإفلاس.
والإفلاس يكون عندما تصل الدولة إلى مرحلة تعجز فيها عن الاستيراد لعدم توفر النقد، وعدم سداد الديون، وعدم القدرة على سداد أجور موظفي الدولة، وهي عوامل تجتمع اليوم في العديد من الدول العربية، فحسب تقرير لوكالة الأناضول التركية، هناك عدد من الدول أصبح قاب قوسين أو أدنى من حالة الإفلاس الحقيقي، فقد دخل لبنان في أزمة مالية واقتصادية حادة، بدءا من أكتوبر/تشرين الأول 2019، تفاقمت حتى وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد الأزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. وقد شاهدنا على شاشات التلفاز عائلات لبنانية كثيرة على حافة الجوع، وأصبح العديد من اللبنانيين ينتظرون الصدقات الغذائية.
وبدل أن ينطلق السودان إلى مستقبل أفضل بعد سقوط النظام السابق، دخل في دوامة معيشية واقتصادية رهيبة بعد نجاح ثورته المزعوم. وبينما كان السودانيون يتوقعون أن يزدهر بلدهم بعد الخروج من العزلة الدولية والتخلص من العقوبات وجدورا أنفسهم بلا كهرباء ولا حتى ماء، ناهيك عن انهيار رهيب في سعر صرف العملة السودانية وغلاء مهول بالأسعار جعل أبسط السلع البسيطة بعيدة المنال بالنسبة لملايين السودانيين. وتقول مجلة الإيكونيميست إن نظام العسكر في السودان يقوم بتهريب الذهب السوداني الى روسيا لمساعدتها في مواجهة العقوبات الغربية مقابل الدعم الروسي للنظام العسكري في الخرطوم، بينما يعاني تسعة ملايين سوداني من جوع حقيقي.
ومع أن تونس أنجزت ثورتها المزعومة بأقل الخسائر مقارنة ببقية ما يسمى بدول الربيع العربي، إلا أنها الآن انضمت إلى طابور المفلسين في العالم العربي، حيث يضرب الغلاء أطنابه ولا يستطيع السواد الأعظم من التونسيين تأمين أبسط حاجاتهم، ويزداد الأمر سوء في الأرياف التي تواجه كارثة معيشية حقيقية. ورغم أن بعض الطبقات المعدمة في تونس قد دعمت انقلاب الرئيس قيس سعيد، إلا أن الانقلاب لم يجلب لتونس حتى هذه اللحظة سوى المصائب الاقتصادية وخلق حالة من القلق قد تنفجر وتزيد الأمور المعيشية تعقيداً.
You might like this:
علماء يحذرون من كارثة قد تتسبب بفقدان 22 مليون فتاة
كشف دراسة جديدة أن العالم خلال العقود القادمة مُعرض لخطر كبير يمكن أن يهدد توازنه، يتمثل بأن عدد الرجال سوف يفوق عدد النساء بشكل كبير، ومن المتوقع أن يتم فقدان 22 مليون فتاة، وذلك بسبب “التفضيلات الثقافية” للفتيات وانتشار الإجهاض الانتقائي بسبب جنس الجنين في بعض البلدان. |
وحدث ولا حرج عن اليمن الذي كان يواجه أزمات معيشية طاحنة حتى قبل الثورة، لكنه الآن بات أسوأ نموذج عربي في عالم ما بعد الثورات العربية، حيث أدت الحرب إلى تدهور غير مسبوق في وضع البلاد والعباد. وبالتوازي مع الحرب العسكرية التي بدأت في 2015، تدور في الخفاء حرب مالية اقتصادية، إذ صادر الحوثيون الاحتياطيات النقدية للبنك المركزي عندما سيطروا على العاصمة صنعاء، وتقدر بحوالي 5 مليارات دولار. وقد أدى هذا الوضع إلى انهيار العملة المحلية، وفقدان العملات الصعبة لتمويل الواردات، وقد شملت الأزمات جميع السلع الأساسية والوقود، التي قفزت أسعارها لمستويات تفوق قدرة اليمنيين المنهكين من الحرب.
وبالرغم من أن وضع سوريا أفضل من وضع اليمن تاريخياً، إلا أن أكثر من تسعين بالمائة من السوريين باتوا يعيشون تحت خط الفقر، ولم يعد الإنسان السوري قادراً على تأمين البطاطا لعائلته بسبب الارتفاع الرهيب لأسعار كل السلع الغذائية العادية.
لو نظرنا إلى عالم اليوم لوجدنا أن ملامح الاضطرابات الاقتصادية والمعيشية القادمة لم تعد حكراً على البلدان النامية والفقيرة والمعدمة، بل بدأت تطال حتى البلدان والشعوب الغنية
وكي لا يعتقد البعض أن الانهيار المعيشي ينحصر في بلدان الثورات فقط، فإن الوضع في الجزائر والمغرب وموريتانيا وحتى ليبيا لا يقل سوءاً. ولن يطول الوقت حتى تبدأ وسائل الإعلام بتوجيه كاميراتها إلى الأوضاع المزرية في بلدان عربية مازالت خارج التغطية حتى الآن. كيف لا وقد بدأ الكبار في العالم يصرخون في أوروبا حيث ارتفعت الأسعار بنسب مهولة، وبات الحديث عن التضخم الشغل الشاغل للأوربيين والأمريكيين على حد سواء، وتتحدث تقارير اقتصادية عن اقتراب بعض الدول الأوربية نفسها من فقر حقيقي في بعض الحالات، إذا بات يعاني أكثر من أربعين بالمائة من البريطانيين من عدم القدرة على تأمين التدفئة ومستلزمات الطاقة الأخرى
ولو قارنت مستوى الأسعار في تركيا اليوم بمستواها قبل أشهر فقط لوجدت العجب العجاب، حيث تضاعفت الأسعار مرات ومرات لأبسط السلع الأساسية، وبات الحديث عن موجة الغلاء القاتل الشغل الشاغل للأتراك. ورغم أن إيران نجحت حتى الآن في قمع كل الانتفاضات المطالبة بلقمة الخبز، إلا أن الاضطرابات عادت من جديد، ومن المتوقع أن تتصاعد في ظل موجة الانهيارات الاقتصادية والمعيشية التي تضرب العالم أجمع بعد جائحة كورونا وحرب أوكرانيا.
You might like this:
العبد الذى حكم مصر.
هل سمعت يومًا عن كافور الإخشيدي ؟ إنه أحد أشهر حكام مصر في عصر الدولة الإخشيدية، وقد سميت بهذا الاسم نسبة لمؤسس الدولة محمد بن طغج الإخشيدي، والإخشيد هو لقب وليس اسم يعني بلغة أهل فرغانة (أحد أقاليم ما وراء النهر، قرب باكستان حاليًا) ملك الملوك، وكان محمد بن طغج ينتمي إلى ملوك فرغانة، ثم التحق بخدمة والي مصر ومرت الأيام وأصبح هو والي مصر، وفي أحد الأيام اشترى عبدًا أسود بصاص (أي لعينيه بريق) مشقوق الشفاه، وقد أطلق عليه اسم كافور الإخشيدي، ثم أعتقه وقربه منه وجعله من كبار قواده لما رأى فيه من عزم وحزم وحسن تدبير. |
لا يبدو في الأفق أي أمل قريب لتحسن الأوضاع المعيشية في العالم، بل إن كل المؤشرات تشير إلى أن القادم أعظم، وأن ثورات الجوع ستضرب بلداناً كنا نتوقع أنها بمنأى عن المجاعات والكوارث والاقتصادية.